{ ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلّ شِيعَةٍ } أي من كل أمةٍ شايعت ديناً من الأديان { أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرحمن عِتِيّاً } أي مَنْ كان منهم أعصى و أعتى فنطرَحهم فيها ، وفي ذكر الأشدّ تنبيهٌ على أنه تعالى يعفو عن بعضٍ من أهل العصيان . وعلى تقدير تفسير الإنسانِ بالكفرة فالمعنى إنا نميز من كل طائفةٍ منهم أعصاهم فأعصاهم وأعتاهم فأعتاهم فنطرحهم في النار على الترتيب أو نُدخل كلاًّ منهم طبقتَها اللائقةَ به . وأيُّهم مبنيٌّ على الضم عند سيبويه لأن حقه أن يُبنى كسائر الموصولاتِ لكنه أُعرب حملاً على كلٍ وبعض للزوم الإضافة ، وإذا حُذف صدرُ صلتِه زاد نقصُه فعاد إلى حقه ، وهو منصوبُ المحل بننزعنّ ولذلك قرئ منصوباً ، ومرفوعٌ عند غيره بالابتداء على أنه استفهاميٌّ وخبرُه أشدُّ والجملةُ محكيةٌ ، والتقديرُ لننزعَنّ من كل شيعةٍ الذين يقال لهم أيُّهم أشدُّ ، أو مُعلّقٌ عنها لننزعن لتضمّنه معنى التمييزِ اللازمِ للعلم ، أو مستأنفةٌ والفعل واقعٌ على كل شيعة كقوله تعالى : { وَوَهَبْنَا لَهْمْ مّن رَّحْمَتِنَا } و ( على ) للبيان فيتعلق بمحذوف كأنّ سائلاً قال : على مَنْ عتَوا ؟ فقيل : على الرحمن ، أو متعلقٌ بأفعل وكذا الباءُ في قوله تعالى { ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بالذين هُمْ أولى بِهَا صِلِيّاً } أي هم أولى بالنار وهم المنتزَعون ، ويجوز أن يراد بهم وبأشدِّهم عِتيًّا رؤساءُ الشِيَع فإن عذابَهم مضاعفٌ لضلالهم وإضلالهم ، والصِّليُّ كالعِتيّ صيغةً وإعلالاً وقرئ بضم الصاد . .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.