وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج في قوله : { ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صلياً } يقول : إنهم أولى بالخلود في جهنم .
وأخرج الحرث بن أبي أسامة وابن جرير بسند حسن عن ابن عباس قال : إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم ، وزيد في سعتها كذا وكذا ، وجمع الخلائق بصعيد واحد ، جنهم وإنسهم ، فإذا كان ذلك اليوم قيضت هذه السماء الدنيا عن أهلها على وجه الأرض ، ولأهل السماء وحدهم أكثر من أهل الأرض جنهم وإنسهم بضعف ، فإذا نثروا على وجه الأرض ، فزعوا إليهم فيقولون : أفيكم ربنا ؟ فيفزعون من قولهم ويقولون : سبحان ربنا ! ليس فينا وهو آت .
ثم تقاض السماء الثانية ، ولأهل السماء الثانية وحدهم ، أكثر من أهل السماء الدنيا ، ومن جميع أهل الأرض ، بضعف جنهم وإنسهم ، فإذا نثروا على وجه الأرض فزع إليهم أهل الأرض فيقولون : أفيكم ربنا ؟ فيفزعون من قولهم ، ويقولون : سبحان ربنا ! ليس فينا وهو آت ، ثم تقاض السماوات : سماء سماء ، كلما قيضت سماء عن أهلها ، كانت أكثر من أهل السماوات التي تحتها ، ومن جميع أهل الأرض بضعف ، فإذا نثروا على أهل الأرض ، يفزع إليهم أهل الأرض ، فيقولون لهم مثل ذلك ، فيرجعون إليهم مثل ذلك ، حتى تقاض السماء السابعة ، فلأهل السماء السابعة ، أكثر من أهل ست سماوات ، ومن جميع أهل الأرض بضعف ، فيجيء الله فيهم ، والأمم جثيّ صفوف ، فينادي مناد : ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ، ليقم الحمادون لله على كل حال ، فيقومون ، فيسرحون إلى الجنة ، ثم ينادي الثانية : ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ، أين الذين كانت { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون } [ السجدة : 16 ] فيقومون فيسرحون إلى الجنة ، ثم ينادي الثالثة ، ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ؟ أين الذين { لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار } [ النور : 37 ] فيقومون فيسرحون إلى الجنة . فإذا أخذ كل من هؤلاء ثلاثة ، خرج عنق من النار فأشرف على الخلائق له عينان تبصران ولسان فصيح فيقول : إني وكلت منكم بثلاثة : بكل جبار عنيد ، فتلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم ، فتحبس بهم في جهنم ، ثم تخرج ثانية فتقول : إني وكلت منكم بمن آذى الله تعالى ورسوله ، فتلقطهم من الصفوف لقط الطير حَبَّ السمسم ، فتحبس بهم في جهنم ، ثم تخرج ثالثة فتقول : إني وكلت بأصحاب التصاوير ، فتلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم ، فتحبس بهم في جهنم ، فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة ، ومن هؤلاء ثلاثة : نشرت الصحف ، ووضعت الموازين ، ودعي الخلائق للحساب .
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث ، عن أبي سمية قال : اختلفنا في الورود فقال بعضنا : لا يدخلها مؤمن ، وقال بعضهم : يدخلونها جميعاً { ثم ينجي الله الذين اتقوا } فلقيت جابر بن عبد الله ، فذكرت له فقال : وأهوى بأصبعيه إلى أذنيه صمتاً ، إن لم أكن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : «لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها ، فتكون على المؤمن برداً وسلاماً ، كما كانت على إبراهيم ، حتى أن للنار ضجيجاً من بردهم { ثم ينجّي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثياً } » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.