تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَرَجَعُوٓاْ إِلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ فَقَالُوٓاْ إِنَّكُمۡ أَنتُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (64)

يقول تعالى مخبرًا{[19685]} عن قوم إبراهيم حين قال لهم ما قال : { فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ } أي : بالملامة في عدم احترازهم وحراستهم لآلهتهم ، فقالوا : { إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ } أي : في ترككم لها مهملة لا حافظ عندها ، { ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ } أي : ثم أطرقوا في الأرض فقالوا : { لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ } قال قتادة : أدركت القوم حيرة سوء فقالوا : { لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ } .


[19685]:- في ف ، أ : "يخبر تعالى".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَرَجَعُوٓاْ إِلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ فَقَالُوٓاْ إِنَّكُمۡ أَنتُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (64)

القول في تأويل قوله تعالى : { فَرَجَعُوَاْ إِلَىَ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوَاْ إِنّكُمْ أَنتُمُ الظّالِمُونَ * ثُمّ نُكِسُواْ عَلَىَ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هََؤُلآءِ يَنطِقُونَ } .

يقول تعالى ذكره : فذكروا حين قال لهم إبراهيم صلوات الله عليه : بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهِمْ هَذَا فاسْئَلُوهُمْ إنْ كانُوا يَنْطِقُونَ في أنفسهم ، ورجعوا إلى عقولهم ، ونظر بعضهم إلى بعض ، فقالوا : إنكم معشر القوم الظالمون هذا الرجل في مسألتكم إياه وقيلكم له من فعل هذا بآلهتنا يا إبراهيم ؟ وهذه آلهتكم التي فعل بها ما فعل حاضرتكم فاسألوها

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق : فَرَجَعُوا إلى أنْفُسِهِمْ فَقالُوا إنّكُمْ أنْتُمْ الظّالِمُونَ قال : ارعوَوْا ورجعوا عنه يعني عن إبراهيم ، فيما ادّعوا عليه من كسرهنّ إلى أنفسهم فيما بينهم ، فقالوا : لقد ظلمناه ، وما نراه إلا كما قال .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جُرَيج : فَرَجَعُوا إلى أنْفُسِهِمْ قال : نظر بعضهم إلى بعض فَقالُوا إنّكُمْ أنْتُمْ الظّالِمُونَ .