فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَرَجَعُوٓاْ إِلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ فَقَالُوٓاْ إِنَّكُمۡ أَنتُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (64)

{ فرجعوا إلى أنفسهم } أي رجع بعضهم إلى بعض رجوع المنطق عن حجته المتفطن لصحة حجة خصمه المراجع لعقله ، وذلك أنهم تنبهوا وفهموا عند هذه المقاولة بينهم وبين إبراهيم ، أن من لا يقدر على دفع المضرة عن نفسه ولا على الإضرار بمن فعل به ما فعله إبراهيم بتلك الأصنام يستحيل أن يكون مستحقا للعبادة ولهذا { فقالوا } أي قال بعضهم لبعض .

{ إنكم أنتم الظالمون } لأنفسكم بعبادة هذه الجمادات ، وليس الظالم من نسبتم إليه الظلم بقولكم إنه لمن الظالمين