البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَرَجَعُوٓاْ إِلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ فَقَالُوٓاْ إِنَّكُمۡ أَنتُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (64)

{ فرجعوا إلى أنفسهم } أي إلى عقولهم حين ظهر لهم ما قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام من أن الأصنام التي أهّلوها للعبادة ينبغي أن تسأل وتستفسر قبل ، ويحتمل أن يكون { فرجعوا } أي رجع بعضهم إلى بعض { فقالوا إنكم أنتم الظالمون } في سؤالكم إبراهيم حين سألتموه ولم تسألوها ذكره ابن جرير ، أو حين عبدتم ما لا ينطق قاله ابن عباس ، أو حين لم تحفظوا آلهتكم قاله وهب ، أو في عبادة الأصاغر مع هذا الكبير قاله وهب أيضاً ، أو حين أبهتهم إبراهيم والفأس في عنق الكبير قاله مقاتل وابن إسحاق أو { الظالمون } حقيقة حيث نسيتم إبراهيم إلى الظلم في قولكم { إنه لمن الظالمين } إذ هذه الأصنام مستحقة لما فعل بها .