إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَرَجَعُوٓاْ إِلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ فَقَالُوٓاْ إِنَّكُمۡ أَنتُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (64)

{ فَرَجَعُواْ إلى أَنفُسِهِمْ } أي راجعوا عقولَهم وتذكروا أن ما لا يقدر على دفع المضَرّةِ عن نفسه ولا على الإضرار بمن كسَره بوجه من الوجوه ، يستحيل أن يقدر على دفع مضرَّةٍ عن غيره أو جلبِ منفعة له فكيف يستحق أن يكون معبوداً { فَقَالُواْ } أي قال بعضهم لبعض فيما بينهم : { إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظالمون } أي بهذا السؤالِ لأنه كان على طريقة التوبيخِ المستتبِعِ للمؤاخذة أو بعبادة الأصنام ، لا من ظلمتوه بقولكم : إنه لمن الظالمين أو أنتم الظالمون بعبادتها لا مَنْ كسرها .