تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَرَجَعُوٓاْ إِلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ فَقَالُوٓاْ إِنَّكُمۡ أَنتُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (64)

الآية 64 : وقوله تعالى : { فرجعوا إلى أنفسهم } أي رجعوا إلى أنفسهم باللائمة { فقالوا } في ما بينهم { إنكم أنتم الظالمون } هذا يحتمل وجوها :

[ أحدها : ] {[12691]} { إنكم أنتم الظالمون } حين{[12692]} نسبتم الفعل بهذه الأصنام والكسر إلى إبراهيم ، وقلتم إنه فعل ذلك بهم ، وإنما فعل بهم هذا كبيرهم لما وقع عندهم أن كبيرهم هو الذي فعل بهم .

والثاني : { إنكم أنتم الظالمون } حين{[12693]} اتخذتم مع كبيرهم آخرين شركاء في العبادة حتى غضب عليهم ، فكسرهم .

والثالث{[12694]} : { إنكم أنتم الظالمون } يعنون الأصنام المكسورة : يا هؤلاء إنكم أنتم الظالمون حين{[12695]} حملتم الكبير على كسركم ، والله أعلم بما أرادوا بذلك .

ولا يجوز لنا أن نزيد ، أو ننقص في هذه الأنباء المذكورة في الكتاب ، أو نقطع على جهة دون جهة ، لأنها ذكرت ليحتج عليهم بما في كتبهم . فلو زيد ، أو نقص ، قطع على جهة دون [ جهة ]{[12696]} ، وذهب{[12697]} الاحتجاج بها عليهم ، والله أعلم .


[12691]:ساقطة من الأصل و م.
[12692]:في الأصل و م: حيث.
[12693]:في الأصل و م: حيث.
[12694]:في الأصل و م: أو أن يكون قوله.
[12695]:في الأصل و م: حيث.
[12696]:من م، ساقطة من الأصل.
[12697]:في الأصل و م: يذهب