لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَكُنُوزٖ وَمَقَامٖ كَرِيمٖ} (58)

{ وكنوز } يعني الأموال الظاهرة من الذهب والفضة ، وسماها كنوزاً لأنه لم يؤد حق الله منها وكل مال لم يعط ، ولم يؤد حق الله منه فهو كنز وإن كان ظاهراً قيل كان لفرعون ثمانمائة ألف غلام كل غلام على فرس عتيق ، في عنق كل فرس طوق من ذهب قال الله تعالى { ومقام كريم } أي مجلس حسن قيل : أراد مجالس الأمراء والرؤساء التي كانت لهم وقيل إنه كان إذا قعد على سريره وضع بين يديه ثلاثمائة كرسي من ذهب يجلس عليها الأشراف من قومه والأمراء وعليهم أقبية الديباج مخوصة بالذهب والمعنى أنا أخرجناهم من بساتينهم التي فيها العيون وأموالهم ومجالسهم الحسنة .