مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{وَكُنُوزٖ وَمَقَامٖ كَرِيمٖ} (58)

أما قوله تعالى : { فأخرجناهم } فالمراد إنا جعلنا في قلوبهم داعية الخروج فاستوجبت الداعية الفعل ، فكان الفعل مضافا إلى الله تعالى لا محالة .

وأما قوله : { من جنات وعيون وكنوز } فقال مجاهد : سماها كنوزا ، لأنهم لم ينفقوا منها في طاعة الله تعالى ، والمقام الكريم يريد المنازل الحسنة والمجالس البهية ، والمعنى إنا أخرجناهم من بساتينهم التي فيها عيون الماء وكنوز الذهب والفضة ، والمواضع التي كانوا يتنعمون فيها لنسلمها إلى بني إسرائيل .