صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَتَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ مُدۡبِرِينَ} (90)

{ فتولوا عنه مدبرين } خشية العدوى ؛ فمال في غيبتهم إلى الأصنام فحطمها . وإنما أراهم ذلك – وهو لم ينظر في النجوم إلا نظرة المؤمن الذي يشهد فيها الدليل على قدرة مبدعها ووحدة صانعها – ليوهم أنه نظر فيها على غرارهم ، فيطمئنوا إلى صدق اعتذاره عن الخروج ، ويتم له ما يريد من قمع الشرك وإقامة التوحيد . وقوله " إني سقيم " أي مشارف للسقم : صدق ؛ لأن كل إنسان لا بد أن يسقم ، وكفى باعتلال المزاج أول سريان الموت سقاما ، ومن شارفه السقم وبدت له أمارته وأعراضه يقول : إني سقيم . وقد سلك عليه السلام بنظره في النجوم وبقوله إني سقيم مسلك التعريض الفعلي والقولي ؛ وهو ليس بكذب . وقد قيل : إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب .

وتسميته كذبا في الحديث الصحيح إنما هو بالنظر لما فهم القوم منه لا بالنظر إلى قصده عليه السلام . وجعله ذنبا في حديث الشفاعة لما يتبين له أنه كان منه خلاف الأولى . وكذلك يقال في قوله : " بل فعله كبيرهم " وقوله في زوجته سارة : هي أختي .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَتَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ مُدۡبِرِينَ} (90)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ذاهبين وقد وضعوا الطعام والشراب بين يدي آلهتهم.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله:"فَتَوَلّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ" يقول: فتولوا عن إبراهيم مدبرين عنه، خوفا من أن يعدِيَهُم السقم الذي ذكر أنه به.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أعرضوا عنه ذاهبين إلى حاجاتهم وحيث يريدون أن يذهبوا.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{فتولوا} أي عالجوا أنفسهم وكلفوها أن انصرفوا {عنه} إلى محل اجتماعهم وإقامة عيدهم وأكد المعنى ونص عليه بقوله: {مدبرين} أي إلى معبدهم فخلا له الوقت من رقيب.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

ذهبوا وخلفوه وراء ظهورهم بحيث لا ينظرونه.