صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{يَقُولُ أَهۡلَكۡتُ مَالٗا لُّبَدًا} (6)

{ يقول } مفاخرا مباهيا . { أهلكت مالا لبدا } أنفقت مالا كثيرا . يرد كثرة ما أنفقه فيما كانوا يعدونه في الجاهلية مكارم . أو في عداوة محمد [ صلى الله عليه وسلم ] . يقال : مال لبد ، أي كثير لا يخاف فناؤه ؛ كأنه التبد بعضه على بعض والتصق ؛ من تلبد الشيء : إذا اجتمع .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{يَقُولُ أَهۡلَكۡتُ مَالٗا لُّبَدًا} (6)

أهلكتُ مالاً لبدا : أنفقت مالاً كثيرا .

يقول هذا المغرور بكثرة ماله : لقد أنفقتُ أموالاً كثيرة في سبيل الشهوات والشيطان .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{يَقُولُ أَهۡلَكۡتُ مَالٗا لُّبَدًا} (6)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله : "يَقُولُ أهْلَكْتُ مالاً لُبَدا" يقول هذا الجليد الشديد : أهلكت مالاً كثيرا ، في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم ، فأنفقت ذلك فيه ، وهو كاذب في قوله ذلك، وهو فعل من التلبد ، وهو الكثير ، بعضه على بعض ، يقال منه : لَبد بالأرض يَلْبُد : إذا لصق بها ... عن ابن عباس : "مالاً لُبَدا" يعني باللبد : المال الكثير .

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

وأنه يقول : { أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً } يريد كثرة ما أنفقه فيما كان أهل الجاهلية يسمونها مكارم ، ويدعونها معالي ومفاخر .

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ يقول } أي مفتخراً بقدرته وشدته : { أهلكت مالاً لبدا } ولقصد المبالغة في كثرته جاءت قراءة أبي جعفر بالتشديد على أنه جمع لا بد كركع وراكع فأفهمت أنه بحيث لا يحصى ، بل لو جمع لم تسعه الأرض إلا بأن يكون بعضه على بعض فلا يعد ولا يحد ، أي وذلك قليل من الكثير الذي معي ، قلدت به أعناق الرجال المنن ، واستعبدت به الأحرار في كل زمن ، فصرت بحيث إذا دعوت كثر الملبي ، وإذا ناديت كثر المجيب ، وإذا أمرت عظم الممتثل ، وفاء لصنائعي الماضية ورغبة في نعمي الباقية ، فمن يستعصي عليّ ومن يخالف أمري ، فضلاً عن أن يريد إخمال ذكري أو نقص قدري .

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

أي يقول ذلك وقت الاغترار فخراً ومباهاة وتعظماً على المؤمنين وأراد بذلك ما أنفقه رياء وسمعة وعبر عن الانفاق بالإهلاك إظهاراً لعدم الاكتراث وأنه لم يفعل ذلك رجاء نفعه فكأنه جعل المال الكثير ضائعاً وقيل يقول ذلك إظهاراً لشدة عداوته لرسول الله صلى الله عليه وسلم مريداً بالمال ما أنفقه في معاداته عليه الصلاة والسلام وقيل يقول ذلك إيذاء له عليه الصلاة والسلام...

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{يَقُولُ أَهۡلَكۡتُ مَالٗا لُّبَدًا} (6)

وقال الإمام أبو جعفر ابن الزبير : لما أوضح سبحانه وتعالى حال من تقدم ذكره في السورتين في عظيم حيرتهم وسوء غفلتهم وما أعقبهم ذلك من التذكر تحسراً حين لا ينفع التندم ، ولات حين مطمع ، أتبع ذلك بتعريف نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام بأن وقوع ذلك منهم إنما جرى على حكم السابقة التي شاءها والحكمة التي قدرها كما جاء في الموضع الآخر { ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها }[ السجدة : 13 ] فأشار تعالى إلى هذا بقوله { لقد خلقنا الإنسان في كبد } أي أنا خلقناه لذلك ابتلاء ليكون ذلك قاطعاً لمن سبق له الشقاء عن التفكر والاعتبار { وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبداً }[ الكهف : 57 ] فأعماهم بما خلقهم فيه من الكبد وأغفل قلوبهم فحسبوا أنهم لا يقدر عليهم أحد ، وقد بين سبحانه وتعالى فعله هذا بهم في قوله لنبيه صلى الله عليه وسلم { ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه }[ الكهف : 28 ]

{ ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً }[ يونس : 99 ] فأنت تشاهدهم يا محمد ذوي أبصار وآلات يعتبر بها النظار { ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين } فهلا أخذ في خلاص نفسه ، واعتبر بحاله وأمسه ، { فلا اقتحم العقبة } ولكن إذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له - انتهى .

ولما كان الإنسان لا يفتخر بالإنفاق إلا إذا أفضى إلى الإملاق ، فعلم أن مراد الإشارة إلى أن معه أضعاف ما أنفق من حيث إنه حقره بلفظ الإهلاك ، إشارة إلى الثانية والثالثة من شهواته النفسية وهما إرادته أن يكون له الفخار والامتنان على جميع الموجودات ، وإرادته أن يكون عنده من الأموال ما لا تحيط به الأفكار ولا تحويه الأقطار - كما يشير إليه حديث " " لو أن لابن آدم واد من ذهب " و " لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب " " علل سبحانه وتعالى جهله في حسابه ذلك وما تبعه بقوله : { يقول } أي مفتخراً بقدرته وشدته : { أهلكت مالاً لبدا * } ولقصد المبالغة في كثرته جاءت قراءة أبي جعفر بالتشديد على أنه جمع لا بد كركع وراكع فأفهمت أنه بحيث لا يحصى ، بل لو جمع لم تسعه الأرض إلا بأن يكون بعضه على بعض فلا يعد ولا يحد ، أي وذلك قليل من الكثير الذي معي ، قلدت به أعناق الرجال المنن ، واستعبدت به الأحرار في كل زمن ، فصرت بحيث إذا دعوت كثر الملبي ، وإذا ناديت كثر المجيب ، وإذا أمرت عظم الممتثل ، وفاء لصنائعي الماضية ورغبة في نعمي الباقية ، فمن يستعصي عليّ ومن يخالف أمري ، فضلاً عن أن يريد إخمال ذكري أو نقص قدري .