اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{يَقُولُ أَهۡلَكۡتُ مَالٗا لُّبَدًا} (6)

قوله : { يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً } : يجوز أن تكون مستأنفة ، وأن تكون حالاً .

وقرأ العامة : «لُبَداً » بضم اللام وفتح الباء .

وشدَّد أبُو جعفرٍ الباء جمع{[60220]} لابِدٍ ، مثل : راكع وركع ، وساجد وسُجَّد ، وعنه أيضاً{[60221]} : سكونها .

ومجاهدٌ وابنُ أبِي الزِّناد{[60222]} : بضمتين ، وتقدم الكلام على هذه اللفظة في سورة : «الجن » .

قال أبو عبيدة : «لُبَداً » : فعل من التلبيد ، وهذا المال الكثير ، بعضه على بعض .

قال الزَّجَّاجُ : و «فعل » للكثرة ، يقال : رجل حطم ، إذا كان كثير الحطم .

قال الفراءُ : واحدته : «لُبْدَة » و «لُبَدٌ » : جمع .

وجعل بعضهم : واحد ، ك «حطم » ، وهو في الوجهين للكثرة ، والمعنى : أنفقت مالاً كثيراً مجتمعاً ؛ لأن أهل الجاهلية يدعونه مكارم ومفاخر .


[60220]:ينظر: المحرر الوجيز 5/484، والبحر المحيط 8/470، والدر المصون 6/525.
[60221]:ينظر السابق.
[60222]:السابق.