الآيات 5 و6 و7 : وقوله تعالى : { أيحسب أن لن يقدر عليه أحد } { يقول أهلكت مالا لبدا } { أيحسب أن لم يره أحد } فالآيات{[23643]} تحتمل وجهين :
أحدهما : أن يكون حسب أن الله تعالى لا يقدر على بعثه ، فيكون قوله : { أحد } هو الله تعالى { يقول أهلكت مالا لبدا } أي جما { أيحسب أن لم يره أحد } [ { يقول } ]{[23644]} أنفقت منه مقدار ما يخرج عن الإحصاء ، وقوله : { أن لم يره أحد } أي لم يعلم أحد مبلغ ما أنفق من ذلك .
[ الثاني ]{[23645]} : أن يكون قوله : { أيحسب أن لم يره أحد } أي ألم يعلم أتباعه الذين أنفق عليهم مقدار ما أنفق عليهم ، فيكونه في قوله تعالى : { أهلكت مالا لبدا } إظهار منه السخاوة ، وجوده على الافتخار منه بذلك [ وامتنان منه ]{[23646]} على أتباعه .
فإن كان على هذا فهو [ في ]{[23647]} أمر الدنيا ، وقد علم الله القدر الذي أنفق عليهم ، وعلم الخلق سخاوته ، لا بقوله . فليس اشتغاله في إظهار الجود والامتنان إلا نوع من السفه ، وكان الذي يحق عليه الاشتغال بالشكر لله تعالى وتوجيه الحمد إليه لما علم أن الذي أنعم به من المال الكثير من الله تعالى ، وأن تلك المنقبة ، وهي السخاوة ، نالها بالله تعالى . وهذا كقوله تعالى : { فاذكروا الله كذكركم آبائكم } [ البقرة : 200 ] لم تنالوا ما تذكرون من الشرف والمناقب الحميدة إلا بالله تعالى ، فاذكروه كذكركم آباءكم .
وهذا النوع من الافتخار راجع إلى الخصائص من القوة لا إلى الجملة ؛ إذ كل أحد يقول مثل ذلك : إنه أهلك مالا لبدا ، وفعل كذا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.