صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۚ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ} (12)

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۚ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ} (12)

ثم يا أيها المؤمنون ، أطيعوا الله فيما كلّفكم به ، وأطيعوا الرسول فيما بلّغ عن ربه ، فإن أعرضتم فلن يضرّه إعراضكم { فَإِنَّمَا على رَسُولِنَا البلاغ المبين } . وقد تقدم مثل هذه الآية أكثر من مرة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۚ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ} (12)

[ وقوله : ] { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ } أي : في امتثال أمرهما ، واجتناب نهيهما ، فإن طاعة الله وطاعة رسوله ، مدار السعادة ، وعنوان الفلاح ، { فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ } [ أي ] عن طاعة الله وطاعة رسوله ، { فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } أي : يبلغكم ما أرسل به إليكم ، بلاغًا يبين لكم ويتضح وتقوم{[1124]}  عليكم به الحجة ، وليس بيده من هدايتكم ، ولا من حسابكم من شيء ، وإنما يحاسبكم على القيام بطاعة الله وطاعة رسوله ، أو عدم ذلك ، عالم الغيب والشهادة .


[1124]:- في ب: بلاغًا بينًا واضحًا فتقوم.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۚ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ} (12)

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۚ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ} (12)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره:"وأطيعُوا اللّهَ "أيها الناس في أمره ونهيه "وأطيعُوا الرّسُولَ" صلى الله عليه وسلم "فإن توليتم": فإن أدبرتم عن طاعة الله وطاعة رسوله مستكبرين عنها، فلم تطيعوا الله ولا رسوله "فإنما" فليسَ على رسولنا محمد "إلاّ البلاغُ المبينُ" أنه بلاغ إليكم لما أرسلته به يقول جلّ ثناؤه: فقد أعذر إليكم بالإبلاغ والله وليّ الانتقام ممن عصاه، وخالف أمره، وتولى عنه...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

...وقوله تعالى: {فإنما على رسولنا البلاغ المبين} فيه بيان أن توليهم عن إجابتكم وكفرهم به لا يوجب تقصيرا في التبليغ...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

(فان توليتم) أي فان أعرضتم عن القبول منه وتوليتم عن الحق فليس على رسولنا قهركم إلى الرد إلى الحق...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

إنما كتب عليه أن يبلغ ويبين فحسب...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول} فيما جاء به من عند الله يعني هونوا المصائب والنوازل واتبعوا الأوامر الصادرة من الله تعالى، ومن الرسول فيما دعاكم إليه.

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

من الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{وأطيعوا الله} أي الملك الأعلى الذي له الأمر كله فافعلوا في كل مصيبة ونائبة تنوبكم وقضية تعروكم ما شرعه لكم...

{وأطيعوا الرسول} أي الكامل في الرسلية -صلى الله عليه وسلم- فإنه المعصوم بما خلق فيه من الاعتدال و ما زكى به من شق البطن وغسل القلب مراراً، وما أيد به من الوحي...

. {فإن توليتم} أي كلفتم أنفسكم عندما تدعو إليه الفطرة الأولى من الإعراض عن هذا النور الأعظم والميل إلى طرف من الأطراف المفهومة من طرفي القصد فما على رسولنا شيء من توليكم {فإنما على رسولنا} أضافه إليه على وجه العظمة تعظيماً له وتهديداً لمن يتولى عنه {البلاغ المبين} أي الظاهر في نفسه المظهر لكل أحد أنه أوضح له غاية الإيضاع ولم يدع لبساً، ليس إليه خلق الهداية في القلوب.

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود 982 هـ :

{وَأَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرسول} كررَ الأمرَ للتأكيدِ والإيذانِ بالفرقِ بينَ الطاعتين في الكيفيةِ وتوضيحِ موردِ التولِّي في قولِهِ تعالَى: {فَإِن تَوَلَّيْتُمْ} أي عن إطاعةِ الرسولِ...

{فَإِنَّمَا على رَسُولِنَا البلاغ المبين} تعليلٌ للجوابِ المحذوفِ أي فلا بأسَ عليهِ إذْ ما عليهِ إلا التبليغُ المبينُ وقد فعلَ ذلكَ بما لا مزيدَ عليهِ، وإظهارُ الرسولِ مضافاً إلى نونِ العظمةِ في مقامِ إضمارِهِ لتشريفِهِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ والإشعارُ بمدارِ الحكمِ الذي هوَ كونُ وظيفتِهِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ محضَ البلاغِ ولزيادةِ تشنيعِ التولِّي عنْهُ.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

{فإن توليتم} تحذير من عصيان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والتولي مستعار للعصيان وعدم قبول دعوة الرسول. وحقيقة التولّي الانصراف عن المكان المستقر فيه...

. ومعنى الحَصْر قوله: {فإنما على رسولنا البلاغ المبين} قصر الرسول صلى الله عليه وسلم على كون واجبه البلاغ، قصرَ موصوف على صفةِ فالرسول صلى الله عليه وسلم مقصور على لزوم البلاغ له لا يعدُو ذلك إلى لزوم شيء آخر. وهو قصر قلب تنزيلاً لهم في حالة العصيان المفروض منزلة من يعتقد أن الله لو شاء لألجأهم إلى العمل بما أمرهم به إلهاباً لنفوسهم بالحث على الطاعة. ووصف البلاغ ب {المبين}، أي الواضح عُذر للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه ادعى ما أمر به على الوجه الأكمل قطعاً للمعذر عن عدم امتثال ما أمر به...

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{وَأَطِيعُواْ اللَّهَ} في ما شرعه من شرائع الدين في كتابه، {وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ} في ما يأمركم به أو ينهاكم عنه من الأوامر والنواهي التي أوكل الله أمرها إليه في شؤون التشريع وفي أمور الولاية...

{فَإِن تَولَّيْتُمْ} وأعرضتم عن ذلك، وانحرفتم عن الخط المستقيم، وانطلقتم لتخططوا لأنفسكم خطاً ذاتياً في خط السير، أو لتتبعوا شرائع الآخرين وأفكارهم في حركة الانتماء والتشريع والممارسة، فلن يكرهكم الرسول على القبول بالانسجام معه في خط الطاعة، في ما هو أسلوب الدعوة القائم على مخاطبة الإنسان على أساس الإرادة الحرة في اختيار الموقف...

{فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} من دون ضغطٍ أو إكراهٍ. وهكذا تؤكد هذه الفقرة من الآية أن هناك طاعةً للرسول بالإضافة إلى طاعة الله، ولكن ذلك لا يعني أن هناك استقلالاً مولوياً في ما يمثله الرسول في أوامره ونواهيه، بل يعني أن الله أوكل للرسول أموراً معينة في تفاصيل التشريع وفي شؤون الولاية، ما يجعل هناك نسبةً خاصةً في الموضوع إلى الرسول الذي لا ينطلق في ذلك إلا من خلال الخطوط الواضحة التي وضعها الله، وأراده أن يسير عليها، ويتحرك من خلالها، بحيث تكون طاعته امتداداً لطاعة الله...

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۚ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ} (12)

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۚ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ} (12)

ولما كان التقدير : فاصبروا عند هجوم المصائب ، عطف عليه قوله تحذيراً من أن يشتغل بها فتوقع في الهلاك وتقطع عن أسباب النجاة دالاً على تعلم أمور الدين من معاداتها{[65819]} مشيراً إلى أن العبادة لا تقبل إلا بالاتباع لا بالابتداع : { وأطيعوا الله } أي الملك الأعلى الذي له الأمر كله فافعلوا في كل مصيبة ونائبة تنوبكم وقضية تعروكم ما شرعه لكم ، وأكد بإعادة العامل إشارة إلى أن الوقوف عند الحدود ولا سيما عند المصائب في غاية الصعوبة فقال : { وأطيعوا الرسول } أي الكامل في الرسلية - صلى الله عليه وسلم - فإنه المعصوم بما{[65820]} خلق فيه من الاعتدال و{[65821]}ما زكى{[65822]} به من{[65823]} شق البطن وغسل القلب مراراً ، وما {[65824]}أيد به{[65825]} من الوحي ، فما كانت الأفعال بإشارة العقل مع الطاعة لله والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم في كل إقدام وإحجام كانت معتدلة ، سواء كانت شهوانية أو غضبية ، ومتى لم تكن كذلك كانت منحرفة إلى أعلى وإلى أسفل فكانت{[65826]} مذمومة ، فإن الله تعالى بلطف تدبيره ركب في الإنسان قوة غضبية دافعة لما يهلكه ويؤذيه ، وقوة شهوانية جالبة لما ينميه ويقويه ، فاعتدال الغضبية شجاعة ونقصها جبن{[65827]} وزيادتها{[65828]} تهور ، فالناس باعتبارها جبان وشجاع ومتهور ، واعتدال الشهوانية عفة ونقصانها زهادة وزيادتها{[65829]} شره ، والناس باعتبارها زهيد وعفيف وشره ، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم ، وميزان العدل متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما شرعه ، فبذلك تنزاح الفتن الظاهرة والباطنة ، ولا طريق إلى الله إلا بما شرعه ، وكل طريق لم يشرعه ضلال من الكفر إلى ما دونه ، ثم سبب عن{[65830]} أمره ذلك قوله معبراً بأداة الشك إشارة إلى البشارة بحفظ هذه الأمة من الردة ومشعراً{[65831]} بأن بعضهم يقع منه ذلك ثم يقرب رجوعه أو هلاكه : { فإن توليتم } أي كلفتم أنفسكم عندما تدعو إليه الفطرة الأولى من الإعراض عن هذا النور الأعظم والميل إلى طرف من الأطراف المفهومة من طرفي{[65832]} القصد فما على رسولنا شيء من توليكم { فإنما على رسولنا } أضافه إليه على وجه العظمة تعظيماً له وتهديداً لمن يتولى عنه{[65833]} { البلاغ المبين * } أي الظاهر في نفسه المظهر لكل أحد أنه أوضح له غاية الإيضاع ولم يدع لبساً ، ليس إليه خلق الهداية في القلوب .


[65819]:- زيد من ظ.
[65820]:- من م، وفي الأصل وظ: مما.
[65821]:- زيد من ظ وم.
[65822]:- من ظ وم، وفي الأصل: ربي.
[65823]:- من ظ وم، وفي الأصل: عن.
[65824]:- من ظ وم، وفي الأصل: أريد.
[65825]:- من ظ وم، وفي الأصل: أريد.
[65826]:- من ظ وم، وفي الأصل: كانت.
[65827]:- من ظ وم، وفي الأصل: خير.
[65828]:- من م، وفي الأصل وظ: زياداتها.
[65829]:- من ظ وم، وفي الأصل: زيادة.
[65830]:- من م، وفي الأصل وظ: على.
[65831]:- من ظ وم، وفي الأصل: مستعرا.
[65832]:- من ظ وم، وفي الأصل: أطراف.
[65833]:- من ظ وم، وفي الأصل وظ: عليه.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۚ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ} (12)

قوله : { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين } أطيعوا الله باتباع ما أنزله إليكم في قرآنه المجيد من الآيات والأحكام فأتمروا بأوامره وانتهوا عن زواجره ، وأطيعوا رسوله الأمين فهو الهادي إلى سواء السبيل . فإن نكلتم عن طاعة الله ورسوله وأبيتم إلا الجنوح للهوى والباطل فإنما عليكم ما حمّلتم من الآثام وسوء العواقب ، وما على رسولنا بعد ذلك إلا وجيبة التبليغ وليس عليه من آثامكم وأوزاركم من شيء .