صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{مَلِكِ ٱلنَّاسِ} (2)

{ ملك الناس } مالكهم ملكا تاما ، والمتصرف فيهم تصرفا كاملا ، ملوكا وعبيدا .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{مَلِكِ ٱلنَّاسِ} (2)

قوله تعالى : { قل أعوذ برب الناس } أي مالكهم ومصلح أمورهم . وإنما ذكر أنه رب الناس ، وإن كان ربا لجميع الخلق لأمرين :

أحدهما : لأن الناس معظمون ، فأعلم بذكرهم أنه رب لهم وإن عظموا .

الثاني : لأنه أمر بالاستعاذة من شرهم ، فأعلم بذكرهم أنه هو الذي يعيذ منهم .

وإنما قال : { ملك الناس إله الناس } ؛ لأن في الناس ملوكا يذكر أنه ملكهم ، وفي الناس من يعبد غيره ، فذكر أنه إلههم ومعبودهم ، وأنه الذي يجب أن يستعاذ به ويلجأ إليه ، دون الملوك والعظماء .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{مَلِكِ ٱلنَّاسِ} (2)

ولما كان الرب والملك متقاربين في المفهوم ، وكان الرب أقرب في المفهوم إلى اللطف والتربية ، وكان الملك للقهر والاستيلاء وإظهار العدل ألزم ، وكان الرب قد لا يكون ملكاً ، فلا يكون كامل التصرف ، اقتضت البلاغة تقديم الأول ، وإتباعه الثاني ، فقال تعالى : { ملك الناس * } إشارة إلى أن له كمال التصرف ، ونفوذ القدرة ، وتمام السلطان ، وإليه المفزع وهو المستعان ، والمستغاث والملجأ والمعاد .