صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٞ كَبِيرٞ} (12)

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٞ كَبِيرٞ} (12)

{ إن الذين يخشون ربهم بالغيب } قبل معاينة العذاب وأحكام الآخرة .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٞ كَبِيرٞ} (12)

قوله تعالى : " إن الذين يخشون ربهم بالغيب " نظيره : " من خشي الرحمن بالغيب " [ ق : 33 ] وقد مضى الكلام{[15192]} فيه . أي يخافون الله ويخافون عذابه الذي هو بالغيب ، وهو عذاب يوم القيامة . " لهم مغفرة " لذنوبهم " وأجر كبير " وهو الجنة .


[15192]:راجع جـ 17 ص 20.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٞ كَبِيرٞ} (12)

ولما ذكر سبحانه أهل المعاملة بصفة العزة لما حصل لهم من العزة ، أتبعهم أضدادهم المطوعين أنفسهم {[66877]}لإشارة العقل{[66878]} المتأهلين لنعت المعرفة ، فقال مؤكداً لما للأضداد من التكذيب : { إن الذين يخشون } أي يخافون خوفاً{[66879]} أرق{[66880]} قلوبهم وأرق{[66881]} غيرهم ، بحيث كانوا كالحب على المقلى لا يقر لهم قرار من توقعهم العقوبة ، كلما{[66882]} ازدادوا طاعة ازدادوا خشية ، يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ، فوقوا أنفسهم فوران النار بهم ، وعدل عن سياق الجلالة الجامع إلى صفة الإحسان تنبيهاً على أنهم غلب عليهم النظر إلى الإحسان فقادهم إلى الشكر ، مع ما نبهت{[66883]} عليه الخشية من اتصافهم بالفرق الذي أداهم إلى الذعر ، فقال : { ربهم } الذي أحسن إليهم بتطويرهم بما جعل لهم من الأسباب في أطوار الخير ، وإذا كانوا يخشونه مع نظرهم{[66884]} إلى صفة إحسانه ، فما ظنك بهم عند النظر إلى صفات انتقامه . { بالغيب } أي حال كونهم غائبين عنه سبحانه ، ووعيده غائباً عنهم ، وهم غائبون عن أعين الناس ، وقد ملأ الخوف ما غاب منهم عن الناس وهي قلوبهم ، فهم مع الناس يتكلمون وقلوبهم تتلظى بنيران{[66885]} الخوف وتكلم بسيوف الهيبة ، فيتركون المعصية حيث لا يراهم أحد من الناس ، ولا يكون لهم هذا إلا برياضة عظيمة لما عند الناس من القوى الموجبة للطغيان ، قال بعض العارفين : في الإنسان خواص{[66886]} تستدعي العلم بما يشوبها من الحظوظ فتنشأ منها - والعياذ بالله - المنازعة في الكبرياء والعظمة والجلال والجمال ، فالقلب يستدعي التفرد بالوجود والأمر والنهي ، فما من أحد إلا وهو مستبطن ما قال فرعون ، ولكن لا يجد له مجالاً كما وجد{[66887]}فرعون . والعقل يستدعي في تدبيره وتأثيره اعتقاد أنه لو مكن من الوجود لدبره ، ويرى أن تدبيره هو التدبير وإن كان أفسد الفاسد ، وكذلك{[66888]} لا يزال يقول : لو{[66889]} كان كذا{[66890]} لكان كذا . والنفس لتتخيل أنها من القوة والاقتدار بحيث لو أرادت أن تخرب مدناً وتبنيها فعلت ، فليحذر الإنسان فإن أعدى عدوه {[66891]}نفسه{[66892]} التي هي بين جنبيه{[66893]} ، فمهما تركها انتشرت ، {[66894]}قال تعالى{[66895]}

{ كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى }[ العلق : 6 و 7 ] وينسى ما بعدها

{ إن إلى ربك الرجعى }[ العلق : 8 ] ولهذا كان بعض الأكاسرة - وكانوا أعقل الملوك - يرتب واحداً يكون وراءه بالقرب منه ، يقول له{[66896]} إذا اجتمعت جنوده بعد كل قليل{[66897]} : أنت عبد ، لا يزال {[66898]}يكرر ذلك{[66899]} ، والملك يقول له كلما قاله{[66900]} : نعم ، فعلى العاقل أن يطوع نفسه لأن ترجع مطمئنة بأن يرضى بالله رباً ليدخل في رق العبودية ، وبالإسلام ديناً ليصير عريقاً فيها ، فلا ينازع الملك في ردائه الكبرياء وإزاره العظمة وتاجه الجلال وحلته الجمال ، ولا ينازعه فيما يدبره{[66901]} من الشرائع{[66902]} ، ويظهره من المعارف ، ويحكم به على{[66903]} عبيده من قضائه وقدره .

ولما كانت الخشية مشيرة إلى{[66904]} الذنوب ، فكان {[66905]}أهم ما إليهم {[66906]}الإراحة منها{[66907]} قال تعالى : { لهم مغفرة } أي سترة{[66908]} عظيمة تأتي على جميع ذنوبهم .

ولما كان السرور إنما يتم بالإعطاء قال : { وأجر } أي من فضل الله { كبير * } يكون لهم به من الإكرام ما ينسيهم ما قاسوه في الدنيا من شدائد الآلام ، وتصغر في جنبه لذائذ الدنيا العظام{[66909]} .


[66877]:- من ظ وم، وفي الأصل: إشارة لعقل.
[66878]:- من ظ وم، وفي الأصل: إشارة لعقل.
[66879]:- زيد من ظ وم.
[66880]:- من ظ وفي الأصل: وم، رقة.
[66881]:- من ظ وفي الأصل: وم، رقة.
[66882]:- من ظ وم، وفي الأصل: فكلمة.
[66883]:- من ظ وم، وفي الأصل: زيد نبهنا، ولم تكن الزيادة في ظ وم.
[66884]:- من ظ وم، وفي الأصل: فطرهم.
[66885]:- من ظ وم، وفي الأصل: نار.
[66886]:- زيد من ظ وم.
[66887]:- من ظ وم، وفي الأصل: قال.
[66888]:- من ظ وم، وفي الأصل: لذا.
[66889]:- من ظ وم، وفي الأصل: لولا.
[66890]:- تكرر في الأصل فقط.
[66891]:- في ظ وم: عدوله.
[66892]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[66893]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[66894]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[66895]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[66896]:- زيد من ظ وم.
[66897]:- زيد في الأصل: يقول، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[66898]:- من ظ وم، وفي الأصل: يكررها.
[66899]:- من ظ وم، وفي الأصل: يكررها.
[66900]:- من ظ وم، وفي الأصل: قالها.
[66901]:- من ظ وم، وفي الأصل: دبر.
[66902]:- من م، وفي الأصل وظ: البدائع.
[66903]:- زيد في الأصل. عبد من، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[66904]:-زيد في الأصل: ترك، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[66905]:- من ظ وم، وفي الأصل: فكانت.
[66906]:-من ظ وم، وفي الأصل: الزحة.
[66907]:- من ظ وم، وفي الأصل: الزحة.
[66908]:- سقط من ظ وم.
[66909]:- زيد في الأصل: انتهى ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٞ كَبِيرٞ} (12)

قوله تعالى : { إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير 12 وأسرّوا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور 13 ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير 14 هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور } .

ذلك تذكير بأهمية التقوى واستدامة الخوف من الله ، والاستشعار بأن الله رقيب عليم بالسر والعلن . وبذلك يبادر المرء لاجتناب المعاصي والمحظورات في غفلة الناس وغياب الناظرين . وهو قوله سبحانه : { إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير } يبين الله لعباده المؤمنين الذين يخافونه ويعبدونه ويطيعونه وهم لا يرونه ، أولئك يستر الله عليهم الذنوب بالعفو عنها ، ويجزيهم حسن الجزاء .