فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٞ كَبِيرٞ} (12)

ولما فرغ سبحانه من ذكر أحوال أهل النار شرع في ذكر أحوال أهل الجنة ، فقال : { إن الذين يخشون ربهم بالغيب } حال من الفاعل أو من المفعول ، أي غائبين عنه أو غائبا عنهم ، والمعنى أنهم يخشون عذابه ولم يروه ، فيؤمنون به خوفا من عذابه . ويجوز أن يكون المعنى يخشون ربهم حال كونهم غائبين عن أعين الناس ، وذلك في خلواتهم ، فيطيعونه سرا ، فيكون علانية أولى ، أو المراد بالغيب كون العذاب غائبا عنهم ، لأنهم في الدنيا ، وهو إنما يكون يوم القيامة ، والباء على هذا سببية .

قال ابن عباس في الآية : هم أبو بكر وعمر وعلي وأبو عبيدة بن الجراح ، أخرجه ابن مردويه . { لهم مغفرة } عظيمة يغفر الله بها ذنوبهم ، { وأجر كبير } لا يقادر قدره وهو الجنة ، ومثل هذه الآية قوله : { من خشي الرحمن بالغيب } وظاهر الآية العموم .