ولما ذكر أصحاب السعير أتبعهم ذكر أضدادهم بقوله تعالى : { إن الذين يخشون } أي : يخافون { ربهم } أي : المحسن إليهم ، خوفاّ أرق قلوبهم وأرق أعينهم ، بحيث لا يقر لهم قرار من توقعهم العقوبة ، كلما ازدادوا طاعة ازدادوا خشية ، { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة } [ المؤمنون : 60 ] . { بالغيب } أي : حال كونهم غائبين عن عذابه سبحانه ، أو وعيده غائباً عنهم ، أو وهم غائبون عن أعين الناس ، فهم مع الناس يتكلمون وقلوبهم تتلظى بنيران الخوف وتتكلم بسيوف الهيبة ، فيتركون المعصية حيث لا يراهم أحد من الناس ، ولا يكون لهم هذا إلا برياضة عظيمة . فعلى العاقل أن يطوع نفسه لترجع مطمئنة بأن ترضى بالله رباً لتدخل في رق العبودية ، وبالإسلام ديناً ليصير غريقاً فيها ، فلا ينازع الملك في ردائه الكبرياء ، وإزاره العظمة ، وتاجه الجلال ، وحلته الجمال ، ولا ينازعه فيما يدبره من الشرائع ، ويظهره من المعارف ، ويحكم به على عبيده من قضائه وقدره . { لهم مغفرة } أي : عظيمة تأتي على جميع ذنوبهم ، { وأجر } أي : من فضل الله تعالى { كبير } يكون لهم به من الإكرام ما ينسيهم ما قاسوه في الدنيا من شدائد الإيلام ، ويصغر في جنبه لذائذ الدنيا العظام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.