تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالَ مُوسَىٰ يَٰقَوۡمِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ فَعَلَيۡهِ تَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّسۡلِمِينَ} (84)

وقوله تعالى : ( وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ ) فيه دلالة أن الإيمان والإسلام واحد في الحقيقة لأنه بدأ بالإيمان بقوله[ ( وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكّلوا ) ] وختم بالإسلام بقوله ][ من م ، ساقطة من الأصل ] ( إن كنتم مسلمين ) دل أنهما واحد .

فالإيمان[ في الأصل وم : هو ] اعتقاد وترك[ الواو ساقطة من الأصل وم ] تضييع كل حق ، والإسلام اعتقاد كل حق وترك تضييعه ، والله أعلم . والإسلام هو جعل كلية الأشياء في ما فيها من الشهادة لله بالربوبية له والألوهية .

وقوله تعالى : ( فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ ) يحتمل وجهين :

أحدهما[ في الأصل وم : يحتمل ] : أن يكون قال ذلك لما خافوا مواعيد فرعون وعقوباته كقوله للسحرة لما آمنوا ( لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف )الآية[ الأعراف : 124 ] فقال عند ذلك ( فعليه توكلوا ) في دفع ذلك ( فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين )[ الآية85 ] .

[ والثاني : ما قال ][ في الأصل : يحتمل ما قالوا ] ( عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ ) لما[ في الأصل وم : ما ] قيل : /233-ب/ يقتلهم[ أدرج قبلها في الأصل وم : إن ] ، ويعذبهم ، والله أعلم .