النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَكُنتُمۡ أَزۡوَٰجٗا ثَلَٰثَةٗ} (7)

{ وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً } يعني أصنافاً ثلاثة ، قال عمر بن الخطاب : اثنان في الجنة وواحد في النار .

وفيهما وجهان :

أحدهما : ما قاله ابن عباس أنها التي في سورة الملائكة{[2871]} : { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } .

الثاني : ما رواه النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" وكنتم أزوجاً ثلاثة " الآية .

ويحتمل جعلهم أزواجاً وجهين :

أحدهما : أن ذلك الصنف منهم مستكثر ومقصر ، فصار زوجاً .

الثاني : أن في كل صنف منهم رجالاً ونساء ، فكان زوجاً .


[2871]:هي سورة خاطر، والآية كاملة: "ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات" فالأزواج هم هؤلاء، كما أنهم أصحاب المشأمة وأصحاب الميمنة والسابقون. القرطي 14/ 346.