النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{حُورٞ مَّقۡصُورَٰتٞ فِي ٱلۡخِيَامِ} (72)

{ حُورٌ مقْصُورَاتٌ فِي الخِيَامِ } فيه أربعة تأويلات :

أحدها : مقصورات الطرف على أزواجهن فلا يبغين بهم بدلاً ، ولا يرفعن طرفاً إلى غيرهم من الرجال ، قاله مجاهد .

الثاني : المحبوسات في الحجال لَسْنَ بالطوافات في الطرق ، قاله ابن عباس .

الثالث : المخدرات المصونات ، ولا متطلعات ولا متشوِّفات ، قاله زيد بن الحارث ، وأبو عبيدة .

الرابع : أنهن المسكنات في القصور ، قاله الحسن .

ويحتمل خامساً : أن يريد بالمقصورات البيض ، مأخوذ من قصارة الثوب إذا بيض ، لأن وقوع الفرق بين المقصورات والقاصرات يقتضي وقوع الفرق بينهما في التأويل :

وفي الخيام ثلاثة أقاويل :

أحدها : أن الخيام هي البيوت ، قاله ابن بحر .

الثاني : أنها خيام تضرب لأهل الجنة خارج الجنة كهيئة البداوة ، قاله سعيد بن جبير .

الثالث : أنها خيام في الجنة تضاف إلى القصور .

روى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال{[2864]} : " الخِيَامُ الدُّرُّ المُجَوَّفُ " .

قال الكلبي : وهن محبوسات لأزواجهن في الخيام من الدر المجوف .

روي عن أسماء بنت يزيد{[2865]} الأشهلية أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إننا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم وحوامل أولادكم ، فهل نشارككم في الأجر ؟ فقال عليه السلام : " نَعَم إِذَا أَحْسَنْتُنَّ تَبَعُّلَ{[2866]} أَزَوَاجِكُنَّ وَطَلَبْتُنَّ مَرْضاتُهُم " .


[2864]:رواه البخاري ومسلم والترمذي في صفة الجنة، انظر جامع الأصول 10/ 499.
[2865]:في الأصول بنت عبد، والتصويب من التهذيب.
[2866]:أي أحسنتن مصاحبتهم في الزوجية والعشرة.