الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ} (5)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يعني الأوثان.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"وَالرّجْزَ فاهْجُرْ" اختلفت القرّاء في قراءة ذلك؛

فقرأه بعض قرّاء المدينة وعامة قرّاء الكوفة: «والرِّجْز» بكسر الراء، وقرأه بعض المكيين والمدنيين « والرُّجْزَ» بضم الراء، فمن ضمّ الراء وجهه إلى الأوثان، وقال: معنى الكلام: والأوثان فاهجر عبادتها، واترك خدمتها. ومن كسر الراء وجّهه إلى العذاب، وقال: معناه: والعذاب فاهجر، أي ما أوجب لك العذاب من الأعمال فاهجر.

والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.

واختلف أهل التأويل في معنى الرّجْزَ في هذا الموضع؛

فقال بعضهم: هو الأصنام...

وقال آخرون: بل معنى ذلك: والمعصية والإثم فاهجر.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

فالرجز اسم للمأثم، واسم لما يعذب عليه، فيكون منصرفا إلى ما تتأذى به النفس، وتتألم به.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ويوجهه إلى هجران الشرك وموجبات العذاب: (والرجز فاهجر).. والرسول [صلى الله عليه وسلم] كان هاجرا للشرك ولموجبات العذاب حتى قبل النبوة. فقد عافت فطرته السليمة ذلك الانحراف، وهذا الركام من المعتقدات الشائهة، وذلك الرجس من الأخلاق والعادات، فلم يعرف عنه أنه شارك في شيء من خوض الجاهلية. ولكن هذا التوجيه يعني المفاصلة وإعلان التميز الذي لا صلح فيه ولا هوادة. فهما طريقان مفترقان لا يلتقيان. كما يعني التحرز من دنس هذا الرجز -والرجز في الأصل هو العذاب، ثم أصبح يطلق على موجبات العذاب- تحرز التطهر من مس هذا الدنس.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والهجر: ترك المخالطة وعدم الاقتراب من الشيء. والهجر هنا كناية عن ترك التلبس بالأحوال الخاصة بأنواع الرجز لكل نوع بما يناسبه في عرف الناس.

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} قيل: الرجز العذاب، والمراد بهجره هجر سببه، وهو الإثم والمعصية، وقيل: الرجز اسم لكل قبيح مستقذر من الأفعال والأخلاق، وقيل: الرجز: هو الصنم، فيكون كنايةً عن الشرك.

وفي جميع المعاني، تتضمن الفقرة توجيه النبي إلى هجران الأمور التي تتنافى مع المضمون الحيّ لرسالته، لأن التلوّث بالخبث الروحي أو الفكري أو العملي، يعني الانفصال عن خط الرسالة، والاستسلام للوضع المنحرف الذي يحوّله إلى إنسانٍ منحرفٍ خبيث، لا يستطيع أن ينطلق بخفّة الروح، وطهارة الضمير، وسلامة الخط، واتّزان الحركة في خطواته، ممّا يبتعد به عن الوصول إلى النتائج الكبيرة التي يتحرك في اتجاهها في الدعوة... وقد نستوحي من كلمة الهجر للرجز بجميع معانيه، أن الدعوة لا بد من أن تتحرك في خطين: خطٍّ إيجابيٍّ يلتزم الأخذ بكل طاهرٍ وحسنٍ، وخطٍّ سلبيٍّ يلتزم الإِعراض عن كل رجس وقبيح، انطلاقاً ممّا يمثّله السير على خط الإسلام، والابتعاد عن خط الجاهلية.

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ} (5)

قوله تعالى : " والرجز فاهجر " قال مجاهد وعكرمة : يعني الأوثان ، دليله قوله تعالى : " فاجتنبوا الرجس من الأوثان " [ الحج : 30 ] . قاله ابن عباس وابن زيد . وعن ابن عباس أيضا : والمأثم فاهجر ، أي فاترك . وكذا روى مغيرة عن إبراهيم النخعي قال : الرجز الإثم . وقال قتادة : الرجز : إساف ونائلة ، صنمان كانا عند البيت . وقيل : الرجز العذاب ، على تقدير حذف المضاف ، المعنى : وعمل الرجز فاهجر ، أو العمل المؤدي إلى العذاب . وأصل الرجز العذاب ، قال الله تعالى : " لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك " [ الأعراف : 134 ] . وقال تعالى : " فأرسلنا عليهم رجزا من السماء " [ الأعراف : 162 ] . فسميت الأوثان رجزا ؛ لأنها تؤدي إلى العذاب . وقراءة العامة " الرجز " بكسر الراء . وقرأ الحسن وعكرمة ومجاهد وابن محيصن وحفص عن عاصم " والرجز " بضم الراء وهما لغتان مثل الذكر والذكر . وقال أبو العالية والربيع والكسائي : الرجز بالضم : الصنم ، وبالكسر : النجاسة والمعصية . وقال الكسائي أيضا : بالضم : الوثن ، وبالكسر : العذاب . وقال السدي : الرجز ينصب الراء : الوعيد{[15555]} .


[15555]:قوله "بنصب الراء . . . " كذا في نسخ الأصل، ولم نظفر به في المراجع التي بأيدينا.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ} (5)

ولما أمر بمجانبة القذر في الثياب وأراد الحسية والمعنوية ، وكان ذلك ظاهراً{[69700]} في الحسية ، وجعل ذلك كناية عن تجنب الأقذار كلها لأن من جنب ذلك ملبسه-{[69701]} أبعده عن نفسه من باب الأولى ، حقق العموم وأكد فقال : { والرجز } أي كل قذر فإنه سبب الدنايا التي هي سبب العذاب ، قال في القاموس : الرجز بالكسر والضم : القذر وعبادة الأوثان والعذاب والشرك . { فاهجر * } أي جانب جهاراً وعبادة ، ليحصل لك الثواب كما كنت تجانبها سراً وعادة ، فحصل لك الثناء الحسن حتى أن قريشاً إنما تسميك الأمين ولا تناظر لك أحداً منها .


[69700]:من ظ و م، وفي الأصل: ظاهر.
[69701]:زيد من ظ و م.