المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ} (5)

وقرأ جمهور الناس «والرِّجز » بكسر الراء ، وقرأ حفص عن عاصم والحسن ومجاهد وأبو جعفر وشيبة وأبو عبد الرحمن والنخعي وابن وثاب وقتادة وابن أبي إسحاق والأعرج : و «الرُّجز » بضم الراء . فقيل هما بمعنى يراد بهما الأصنام والأوثان ، وقيل هما لمعنيين الكسر للنتن والتقابض وفجور الكفار والضم لصنمين : «إساف ونائلة » ، قاله قتادة . وقيل للأصنام عموماً ، قاله مجاهد وعكرمة والزهري . وقال ابن عباس { الرجز } السخط ، فالمعنى اهجر ما يؤدي إليه ويوجبه ، وقال الحسن : كل معصية رجز ، وروى جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم فسر هذه الآية بالأوثان{[11412]} .


[11412]:جاء هذا في حديث جابر الذي رواه الإمام أحمد من طريق ابن شهاب عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، يقول: أخبرني جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ثم فتر الوحي عني فترة، فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري قبل السماء فإذا الملك الذي جاءني بحراء الآن قاعد على كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه فرقا – أي فزعت ورعبت- حتى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي فقلت: زملوني زملوني، فزملوني، فأنزل الله عز وجل : (يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر، والرجز فاهجر)، قال أبو سلمة : الرجز: الأوثان، ثم حمى الوحي وتتابع، 1 هـ. وهذه الرواية تفيد أن هذا التفسير من أبي سلمة.