محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ} (5)

وقوله تعالى { والرجز فاهجر } أي اتركه و ( الرجز ) بكسر الراء كالرجس والسين والزاي يتبادلان لأنهما من حروف الصفير .

و ( الرجس ) اسم للقبيح المستقذر كنى به عن عبادة الأوثان خاصة لقوله {[7266]} { فاجتنبوا الرجس من الأوثان } أو عن كل ما يستكره من الفعال والأخلاق . والجملة من جوامع الكلم في مكارم الأخلاق كأنه قيل اهجر الجفا والسفه وكل قبيح ولا تتخلق بأخلاق هؤلاء المشركين المستعملين للرجز .

وقيل المراد بالرجز العذاب وهجره كناية عن هجر ما يؤدي إليه من الشرك والمعاصي فالرجز مجاز وقد أقيم مقام سببه أو هو بتقدير مضاف أي أسباب الرجز أو التجوز بالتشبيه .

وقرىء بضم الراء وهو لغة في المكسور وهما بمعنى وهو العذاب .

وعن مجاهد أنه بالضم بمعنى الصنم وبالكسر العذاب .

وأمره صلى الله عليه وسلم بذلك ، وهو بريء منه إما أمر لغيره تعريضا أو المراد الدوام على هجره


[7266]:22/ الحج/ 30.