اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ} (5)

قوله : { والرجز } . قرأ حفص ومجاهد وعكرمة وابن محيصن : بضم الراء ، والباقون{[58466]} : بكسرها .

فقيل : لغتان بمعنى ، وعن أبي عبيدة : الضم أقيس اللغتين ، وأكثرهما .

وقال مجاهدٌ : هو بالضم اسم صنم ، ويعزى للحسن البصري أيضاً ، وبالكسر ويذكر : اسم للعذاب ، وعلى تقدير كونه العذاب ، فلا بد من حذف مضاف ، أي : اهجر أسباب العذاب المؤدية إليه ، أقام السبب مقام المسبب ، وهو مجاز شائع بليغ .

وقال السديُّ : «الرَّجْز » ، بنصب الراء : الوعيد .

وقال مجاهد وعكرمة : المراد بالرجز : الأوثان ، لقوله تعالى : { فاجتنبوا الرجس مِنَ الأوثان }{[58467]} [ الحج : 10 ] ، وقال ابن عباس أيضاً : والمأثم فاهجر ، أي فاترك ، وكذلك روى مغيرة عن إبراهيم النخعي ، قال : الرجز : الإثم .

وقال قتادة : الرجز إساف ، ونائلة{[58468]} .

وأصل «الرُّجْز » : العذابُ ، قال تعالى : { لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرجز لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ } [ الأعراف : 134 ] .

وقال تعالى : { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِّنَ السماء } [ الأعراف : 163 ] .


[58466]:ينظر: السبعة 659، والحجة 6/338، وإعراب القراءات 2/410، وحجة القراءات 733.
[58467]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/300) عن مجاهد وعكرمة والزهري وقد ورد مرفوعا من حديث جابر. أخرجه الحاكم (2/257) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/452) وزاد نسبته إلى ابن مردويه.
[58468]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (19/44) عند قتادة.