الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (84)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{فما أغنى عنهم} من العذاب الذي نزل بهم، {ما كانوا يكسبون} من الكفر والتكذيب.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول: فما دفع عنهم عذاب الله ما كانوا يجترحون من الأعمال الخبيثة قبل ذلك.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون} يحتمل قوله: {فما أغنى عنهم} أي ما كانوا ينحتون لا يغنيهم من عذاب الله من شيء... أو يقول: ما أغنى عنهم ما نعموا، وأنعموا في هذه الدنيا في دفع العذاب عن أنفسهم...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

والغنى وجود ما ينتفي به الضرر عنهم...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

ولم تُغْنِ عنهم حيلتُهم لمَّا حَلَّ حَيْنُهم.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} من بناء البيوت الوثيقة والأموال والعدد.

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

أي: ما كانوا يستغلونه من زروعهم وثمارهم التي ضَنُّوا بمائها عن الناقة، حتى عقروها لئلا تضيق عليهم في المياه، فما دفعت عنهم تلك الأموال، ولا نفعتهم لما جاء أمر ربك.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{فما} أي فتسبب عن الصيحة أنه ما {أغنى} أي أجزأ {عنهم ما كانوا} أي بجبلاتهم {يكسبون}...لأنه لا يعجزنا شيء لأنه لا كلفة علينا فيما نفعل {إنما نقول له كن فيكون} وفعلنا بهم ذلك لأنهم كانوا على باطل، فكان تعذيبنا لهم حقاً.

لترتيب عدمِ الإغناء الخاصِّ بوقت نزول العذابِ حسبما كانوا يرجونه لا عدمِ الإغناءِ المطلق فإنه أمرٌ مستمر.

تيسير التفسير لاطفيش 1332 هـ :

من المساكن الموثقة والأَموال الكثيرة والجيوش والعبيد والحشم، وهذا أنسب بأًن يفسر الأَمن بالأَمن من عذاب الدنيا لا من عذاب الآخرة ولا منهما، ولا من الانهدام والسارق.

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

...لأن أمر الله إذا جاء لا يرده كثرة جنود، ولا قوة أنصار ولا غزارة أموال.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وهكذا تنتهي تلك الحلقات الخاطفة من القصص في السورة، محققة سنة الله في أخذ المكذبين عند انقضاء الأجل المعلوم. فتتناسق نهاية هذا الشوط مع نهايات الأشواط الثلاثة السابقة في تحقيق سنة الله التي لا ترد، ولا تتخلف، ولا تحيد.

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

ويلاحظ أولا: أن البيوت التي نحتوها من الصخر لم يذكر أنه سبحانه جعل عاليها سافلها، ولا أنهم أمطروا حجارة كقوم لوط الفاسقين.

ويلاحظ ثانيا: أن قصة شعيب ذكرت هنا بالإشارة، وذكر فيها جزاء عتوهم، وكذلك ثمود أشير فيها إلى العقاب وترك من القصة تفاصيل فلم يذكر ما دعا إليه شعيب من إيفاء الكيل والميزان وعبادة الله تعالى. ولم يذكر في قصة ثمود وما جرى من مجاوبة بين ثمود وصالح، وهكذا تجد القصة كاملة في القرآن، ولكن متفرقة فيه لموضع العظة في كل جزء منها. فقصة موسى ذكرت أجزاؤها في مواضعها من العظة والاعتبار، وإنك لو تتبعت أجزاء قصة موسى وفرعون وبين إسرائيل لخرجت بقصص كاملة رائعة مصورة لأحوال النفوس المستضعفة للطغاة، ونفوس الطغاة، ونفوس الذين استمكن فيهم الخنوع، وذلت منهم النفوس، وكيف تبنى الأمم وتربى العزائم. وقد يسأل سائل لماذا لم تذكر القصة كاملة؟ فنقول في الجواب عن ذلك:

أولا: إن القرآن ليس كتاب تاريخ، ولكنه كتاب عظة واعتبار، فكل جزء فيه عظة، ويذكر في موضعه مقرونا بما سبق في القرآن لأجله فيكون الاتعاظ سببه بين والوعظ أهدى سبيلا.

وثانيا: أنها لو ذكرت جملة ما عرفت مواضع العظات بالتفصيل.

وخلاصة القول أنه ليس في القرآن مكرر من القول قط، وما يبدو بادئ الرأي فيه تكرار في ذكر القصص في القرآن يبدو بطلانه إذا فحص القول، وعمق القارئ النظر فيه، والله منزل الكتاب ومنزهه.

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

وهكذا لم تنفعهم الحصون في حمايتهم من قدر الله، ونعلم أن قدر الله أو عقابه لا يمكن أن يمنعه مانع مهما كان؛ فهو القائل: {أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدةٍ} (سورة النساء 78) وهكذا لا يمكن أن يحمي الإنسان نفسه مما قدره الله له، أو مما يشاء الحق أن ينزله على الإنسان كعقاب. وسبحانه القائل: {قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم} (سورة آل عمران 154) وهكذا خروا جميعاً في قاع الهلاك، ولم تحمهم حصونهم من العذاب الذي قدره سبحانه.

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري 1439 هـ :

...إذا أراد الله هلاك أمة فإن قوتها المادية لا تغني عنها شيئاً.