الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{وَمَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (164)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وما أسئلكم عليه من أجر} يعني: ما أسألكم على الإيمان من جعل {إن أجري} يعني: ما جزائي {إلا على رب العالمين}.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 160]

يقول تعالى ذكره:"كَذّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ" من أرسله الله إليهم من الرسل حين "قَالَ لَهُمْ أخُوهُمْ لُوطٌ ألاَ تَتّقُونَ "الله أيها القوم. "إنّي لَكُمْ رَسُولٌ" من ربكم "أمِينٌ" على وحيه، وتبليغ رسالته. "فاتّقُوا اللّهَ" في أنفسكم، أن يحلّ بكم عقابه على تكذيبكم رسوله. "وأطِيعُونِ" فيما دعوتكم إليه أهدكم سبيل الرشاد. "وَما أسألُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أجْرٍ" يقول: وما أسألكم على نصيحتي لكم ودعايتكم إلى ربي جزاءً ولا ثوابا. "إنْ أجْرِيَ إلاّ عَلى رَبّ العالَمِينَ" يقول: ما جزائي على دعايتكم إلى الله، وعلى نُصحي لكم وتبليغ رسالات الله إليكم، إلا على ربّ العالمين.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

ولست أسألكم على ما أؤديه إليكم وأدعوكم إليه أجرا، ولا ثوابا، لأنه ليس أجري إلا على الله الذي خلق العالمين. وإنما حكى الله تعالى دعوة الأنبياء بصغية واحدة، ولفظ واحد إشعارا بأن الحق الذي يأتي به الرسل، ويدعون إليه واحد من اتقاء الله تعالى واجتناب معاصيه وإخلاص عبادته، وطاعة رسله، وأن أنبياء الله لا يكونون إلا أمناء لله، وأنه لا يجوز على واحد منهم أن يأخذ الأجر على رسالته، لما في ذلك من التنفير عن قبول قولهم، والمصير إليه إلى تصديقهم.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 127]

أخبر عن كل واحدٍ من الأنبياء أنه قال: لا أسألكم عليه من أجر، ليَعْلَمَ الكافةُ أنّ من عَمِلَ لله فلا ينبغي أن يَطْلُبَ الأجْرَ من غير الله. وفي هذا تنبيهٌ للعلماء -الذين هم وَرَثَةُ الأنبياء- أن يتأدَّبوا بأنبيائهم...

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 160]

يقول تعالى مخبرًا عن عبده ورسوله لوط، عليه السلام.. وكان الله تعالى قد بعثه إلى أمة عظيمة في حياة إبراهيم، وكانوا يسكنون "سدوم "وأعمالها التي أهلكها الله بها... فدعاهم إلى الله، عز وجل، أن يعبدوه وحده لا شريك له، وأن يطيعوا رسولهم الذي بعثه الله إليهم، ونهاهم عن معصية الله، وارتكاب ما كانوا قد ابتدعوه في العالم، مما لم يسبقهم الخلائق إلى فعله، من إتيان الذكْران دون الإناث؛ ولهذا قال تعالى: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ}

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما أثبت الداعي إلى طاعته، نفى الناهي عنها فقال: {وما أسئلكم عليه} أي الدعاء إلى الله {من أجر} أي فتتهموني بسببه؛ ونفى سؤاله لغيرهم من الخلائق بتخصيصه بالخالق فقال: {إن} أي ما {أجري إلا على رب العالمين} أي المحسن إليهم بإيجادهم ثم تربيتهم.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 161]

ويبدأ لوط مع قومه بما بدأ به نوح وهود وصالح. يستنكر استهتارهم؛ ويستجيش في قلوبهم وجدان التقوى، ويدعوهم إلى الإيمان والطاعة، ويطمئنهم إلى أنه لن يفجعهم في شيء من أموالهم مقابل الهدى.

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 160]

قد ذكرنا أن هذه الآيات الخمس الحكيمة تنبئ أولا عن أن الضالين يسارعون إلى التكذيب، وينكرون رسالة الله إلى أهل الأرض، يدل على ذلك {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ} وكذلك قوم نوح وعاد وثمود، وقوم لوط. وتدل ثانيا، على أن الرسول يكون من بينهم، ولذلك عبر عنه بأنه أخوهم وقبل ذلك في نوح وهود وصالح، ويقال في لوط أيضا. وتدل ثالثا، على أمانة من أرسل إليهم، وأنهم عرفوا بين أقوامهم بذلك، وتدل رابعا، على أنهم لا يطلبون أجرا من جاه أو من مال إنما يطلبون الأجر من عند الله وحده. وقد أشرنا إلى ذلك من قبل.

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} فليست لي أيّة مصلحة ذاتية عندكم مما يدعوكم إلى الاستجابة لي في دعوتي، بل هي مصلحتكم في ما أودع الله في عمقها من مصالحكم الحقيقية في حركة الحياة على خط الله، فلا أطلب منكم مالاً ولا جاهاً ولا شهوةً، لأنّ كل همي هو الله في رضاه عني في أداء رسالته كما يريد ويحب. ولن تخسروا شيئاً في الاستجابة لي، إلا ما تفقدونه من جهلكم وتخلّفكم وانحرافكم الذي سيتحوّل إلى علم وتقدّم واستقامة.