الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{أَن لَّا يَدۡخُلَنَّهَا ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكُم مِّسۡكِينٞ} (24)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"فانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخافَتُونَ" يقول: يُسِرّون "أن لا يَدْخُلَنّها اليَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ".

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا} أن مفسرة. وقرأ ابن مسعود بطرحها بإضمار القول، أي يتخافتون يقولون لا يدخلنها؛ والنهي عن الدخول للمسكين نهي لهم عن تمكينه منه، أي: لا تمكنوه من الدخول حتى يدخل...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ثم فسر ما يتخافتون به بقوله: {أن لا يدخلنها} وأكدوه لأنه لا يصدق أن أحداً يصل إلى هذه الوقاحة وصلابة الوجه وأن جذاذاً يخلو من سائل. ولما كانت العادة قاضية بأنه لا بد أن ينسى الإنسان شيئاً أو يقفل باباً أو ثغرة يدخل منه وبسببه فقير قالوا: {اليوم} أي في جميع النهار -بما دل عليه نزع الخافض- لتكروا عليه مراراً وتفتشوا فلا تدعوا فيه ثمرة واحدة ولا موضعاً يطمع بسببه أحد في قصدكم {عليكم} أي وأنتم بها {مسكين} وهو نهي للمسكين في اللفظ للمبالغة في نهي أنفسهم أن لا يدعوه يدخل عليهم.

تيسير التفسير لاطفيش 1332 هـ :

{أنْ لاَّ يَدْخُلنَّهَا الْيَوْم عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ} للأَخذ منها كما كان المساكين يدخلونها للأَخذ في زمان أبينا، ولا ناهية للمسكين مطلقاً أن يدخلها، أو المراد نهى بعض بعضاً من تمكين المسكين من دخولها...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 23]

ثم يمضي السياق في السخرية منهم، فيصورهم منطلقين، يتحدثون في خفوت، زيادة في إحكام التدبير، ليحتجنوا الثمر كله لهم، ويحرموا منه المساكين! فانطلقوا وهم يتخافتون: ألا يدخلنها اليوم عليكم مسكين!!! وكأنما نحن الذين نسمع القرآن أو نقرؤه نعلم ما لا يعلمه أصحاب الجنة من أمرها.. أجل فقد شهدنا تلك اليد الخفية اللطيفة تمتد إليها في الظلام، فتذهب بثمرها كله. ورأيناها كأنما هي مقطوعة الثمار بعد ذلك الطائف الخفي الرهيب! فلنمسك أنفاسنا إذن، لنرى كيف يصنع الماكرون المبيتون.

الشعراوي-1419هـ.

فسيمنعون المساكين والفقراء من الدخول أصلا، ولو بالقوة فضلا عن الطرد والزجر وإغلاق الأبواب واتخاذ كل وسائل المنع.

وهم يؤكدون كلامهم باستخدام النون المشددة {أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا}

وقد كان المساكين يدخلون هذه الحديقة لأخذ نصيبهم منها، هذا ما اعتادوا عليه من الأب، أما الأبناء فكانوا مانعين للخير بخلاء قد أشربوا حب الدنيا في قلوبهم، ولا يجدون لأحد عندهم حقا.

وهم يعلمون مدى حاجة هؤلاء الناس وهم أنفسهم يقولون {أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ} إذن فهم يعترفون أن هؤلاء الناس مساكين محتاجون فقراء معدومون.