الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{قَالُواْ يَٰوَيۡلَنَآ إِنَّا كُنَّا طَٰغِينَ} (31)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

لقد طغينا في نعمة الله تعالى...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قال أصحاب الجنة: يا ويلنا إنا كنا مُبْعَدين: مخالفين أمر الله...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{إنا كنا طاغين} في هذا تمام التوبة؛ ففيه أنهم أظهروا الندامة على نسق منهم من أوجه ثلاثة: مرة بما وصفوا أنفسهم بالظلم، ومرة بما لاموا أنفسهم، ومرة بما وصفوا أنفسهم بالطغيان...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

ثم (قالوا يا ويلنا) والويل: غلظ المكروه الشاق على النفس، والويس دونه. والويح وسط بينهما، وإنما نودي بالويل بيانا عن حال الشدة، كأنه يقول يا ويل تعال فانه من أحيانك.

(إنا كنا طاغين) أي علونا في الظلم وتجاوزنا الحد فيه، فالطغيان العلو في الظلم، والداعي إليه طلب الارتفاع بغير استحقاق بالقهر والاعتصاب.

وقيل: الطاغي المتجاوز للحد في الفساد.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

لأنّ منهم من زين، ومنهم من قبل، ومنهم من أمر بالكف وعذر ومنهم من عصى الأمر، ومنهم من سكت وهو راض.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

ثم أجمعوا على أنهم طغوا، أي تعدوا ما يلزم من مواساة المساكين.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ثم ها هم أولاء يتركون التلاوم ليعترفوا جميعا بالخطيئة أمام العاقبة الرديئة.

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

في ما سوّلت لنا شياطين الشرّ في أنفسنا من الطغيان الذاتي على مقام ربنا، وعلى الناس من حولنا، فلم نستطع أن ندرك جيداً حجمنا الطبيعي في عبوديتنا لله التي تفرض علينا أن نتعرف حدود قدرتنا وطبيعة حاجتنا المطلقة إليه، كما نتعرف حدود مسؤوليتنا في أنفسنا، وفي ما نملك من مالٍ وجاهٍ ونحوه، وكيف يجب أن نجعل كل حياتنا مظهراً متحركاً لعبوديتنا لله. إنه النداء بالويل الذي يحس به الإنسان وهو يرى نفسه على حافة الهاوية التي تقوده إلى الهلاك، وتتصاعد الحسرة في نفوسهم، ثم تبدأ الرغبة في آفاقها الروحية لترتفع إلى الله الذي أدركوه في مواقع رحمته في ما شعروا به من آفاق عظمته، وبدأت الأمنيات الروحية خلافاً لتلك الأمنيات المادية، في حركةٍ ابتهاليةٍ خاشعةٍ تهزم اليأس في نفوسهم...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

ثمّ يضيف تعالى: (قالوا يا ويلنا إنّا كنّا طاغين). لقد اعترفوا في المرحلة السابقة بالظلم، وهنا اعترفوا بالطغيان، والطغيان مرحلة أعلى من الظلم، لأنّ الظالم يمكن أن يستجيب لأصل القانون إلاّ أنّ غلبة هواه عليه يدفعه إلى الظلم، أمّا الطاغي فإنّه يرفض القانون ويعلن تمرّده عليه ولا يعترف برسميّته. ويحتمل أن يكون المقصود بالظلم هو ظلم النفس، والمقصود بالطغيان هو التجاوز على حقوق الآخرين.