الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{فَطَافَ عَلَيۡهَا طَآئِفٞ مِّن رَّبِّكَ وَهُمۡ نَآئِمُونَ} (19)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

فسمع الله تعالى قولهم، فبعث نارا من السماء في الليل على جنتهم فأحرقتها حتى صارت سوداء، فذلك قوله {فطاف عليها} يعني على الجنة {طائف} يعني عذاب {من ربك} يا محمد ليلا {وهم نائمون}...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

فطرق جنة هؤلاء القوم ليلاً طارق من أمر الله وهم نائمون، ولا يكون الطائف في كلام العرب إلا ليلاً...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{فَطَافَ عَلَيْهَا} بلاء أو هلاك

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

أصابتها آفة سماوية...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{فطاف} أي فتسبب عن عملهم هذا الطامح أن طاف {عليها} أي جنتهم {طائف} أي عذاب مهلك محيط مع أنه أمر يسير جداً عند الله وإن كان عظيماً بالنسبة إليها لأنه لم يدع منها شيئاً...

ولما كان هذا مقتاً في الصورة، أخبر بأنه لطف وتربية في المعنى بقوله: {من ربك} أي المعروف بالعظمة التي لا تحد وبالإحسان إليك فهو جدير بأن يؤدب قومك ليقبلوا منك كما أدب أصحاب الجنة بما أوجب توبتهم، وهو الحقيق بتربية العباد يعقلوا عنك ويكونوا خليقين بالتجنب للدنيا والإقبال على المعالي...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

الطواف: المشي حول شيء من كل جوانبه، يُقال: طاف بالكعبة، وأريد به هنا تمثيل حالة الإِصابة لشيء كله بحال من يطوف بمكان، قال تعالى: {إذا مسهم طائف من الشيطان} الآية [الأعراف: 201]. وعُدّي (طاف) بحرف (على) لتضمينه معنى: تسلط أو نزل. ولم يعين جنس الطائف لظهور أنه من جنس ما يصيب الجنات من الهلاك، ولا يتعلق غرض بتعيين نوعه لأن العبرة في الحاصل به، فإسناد فعل (طاف) إلى {طائف} بمنزلة إسناد الفعل المبني للمجهول كأنه قيل: فطِيف عليها وهم نائمون. وعن الفراء: أن الطائف لا يكون إلاّ بالليل، يعني ومنه سمي الخيال الذي يراه النائم في نومه طَيفاً. قيل هو مشتق من الطائفة وهي الجزء من الليل، وفي هذا نظر. فقوله: {وهم نائمون} تقييد لوقت الطائف على التفسير الأول، وهو تأكيد لمعنى {طائف} على تفسير الفراء، وفائدته تصوير الحالة. وتنوين {طائف} للتعظيم، أي أمر عظيم وقد بينه بقوله: {فأصبحت كالصريم} فهو طائف سوء، قيل: أصابها عنق من نار فاحترقت. و {من ربّك} أي جائياً من قِبَل ربّك، ف {مِن} للابتداء يعني: أنه عذاب أرسل إليهم عقاباً لهم على عدم شكر النعمة. وعُجل العقاب لهم قبل التلبس بمنع الصدقة لأن عزمهم على المنع وتقاسمهم عليه حقق أنهم مانعون صدقاتهم فكانوا مانعين.

ويؤخذ من الآية موعظة للذين لا يواسون بأموالهم. وإذْ كان عقاب أصحاب هذه الجنة دنيوياً لم يكن في الآية ما يدل على أن أصحاب الجنة منعوا صدقة واجبة...