الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونِۭ} (25)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول: إلاّ الذين تابوا منهم وصدّقوا، وأقرّوا بتوحيده، ونبوّة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وبالبعث بعد الممات." وعملوا الصالحات "يقول: وأدّوا فرائض الله، واجتنبوا ركوب ما حرّم الله عليهم ركوبه.

وقوله: "لَهُمْ أجْرٌ غَيرُ مَمْنُونٍ" يقول تعالى ذكره: لهؤلاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ثواب غير محسوب ولا منقوص...

الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :

[غير ممنون]: غير منقوص ولا مقطوع...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

وفي معنى: {غير ممنون} وجوه؛

(أحدها): أن ذلك الثواب يصل إليهم بلا من ولا أذى.

(وثانيها): من غير انقطاع.

(وثالثها): من غير تنغيص.

(ورابعها): من غير نقصان.

والأولى أن يحمل اللفظ على الكل، لأن من شرط الثواب حصول الكل، فكأنه تعالى وعدهم بأجر خالص من الشوائب دائم لا انقطاع فيه ولا نقص ولا بخس، وهذا نهاية الوعد فصار ذلك ترغيبا في العبادات، كما أن الذي تقدم هو زجر عن المعاصي والله سبحانه وتعالى أعلم...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{إلا الذين آمنوا} أي أقروا بالإيمان {وعملوا} دلالة على صدق إيمانهم {الصالحات}. ولما تقدم أن من حوسب عذب، وأن الناجي إنما يكون حسابه عرضاً، علم أنه ليس للأعمال دخل في الحقيقة في الأجر، وإنما المدار كما قال النبي صلى الله عليه وسلم على التغمد بالرحمة حتى في تسمية النعيم أجراً، أسقط الفاء المؤذنة بالسبب تنبيهاً على ذلك بخلاف ما في سورة التين لما يأتي من اقتضاء سياقها للفاء فقال: {لهم أجر} أي عظيم وثواب جزيل يعلمه الله تعالى وهو التجاوز عن صغائرهم وسترها {غير ممنون} أي مقطوع أو منقوص أو يمتن عليهم به في الدنيا والآخرة يؤتون ذلك في يوم الدين يوم تنشق السماء وتمد الأرض ويثوب الكفار ما كانوا يفعلون.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وفي الوقت ذاته يعرض ما ينتظر المؤمنين الذين لا يكذبون، فيستعدون بالعمل الصالح لما يستقبلون. ويجيء هذا العرض في السياق كأنه استثناء من مصير الكفار المكذبين: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات. لهم أجر غير ممنون).. وهو الذي يقال عنه في اللغة إنه استثناء منقطع. فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لم يكونوا داخلين ابتداء في تلك البشارة السوداء ثم استثنوا منها!...