نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونِۭ} (25)

ولما أخبر عنهم بهذا الهوان ، وكان قد عبر عنهم بأدنى الأسنان إشارة إلى أن منهم من يقبل الإيمان ، استثنى منهم فقال : { إلا الذين آمنوا } أي أقروا بالإيمان { وعملوا }{[72440]} دلالة على {[72441]}صدق إيمانهم{[72442]} { الصالحات } .

ولما تقدم أن من حوسب عذب ، وأن الناجي إنما يكون حسابه عرضاً ، علم أنه ليس للأعمال دخل في الحقيقة في الأجر ، وإنما المدار كما قال النبي صلى الله عليه وسلم على التغمد بالرحمة حتى في تسمية النعيم أجراً ، أسقط الفاء المؤذنة بالسبب تنبيهاً على ذلك بخلاف ما في سورة التين لما يأتي من اقتضاء سياقها للفاء فقال : { لهم أجر } أي عظيم {[72443]}وثواب جزيل يعلمه الله تعالى وهو التجاوز عن صغائرهم وسترها{[72444]} { غير ممنون * } أي مقطوع أو منقوص أو يمتن عليهم به في الدنيا والآخرة يؤتون{[72445]} ذلك في يوم الدين يوم تنشق السماء وتمد الأرض ويثوب الكفار ما كانوا يفعلون ، فقد رجع آخرها على أولها ، واعتلق{[72446]} مفصلها حق الاعتلاق{[72447]} بموصلها .


[72440]:زيد في الأصل و ظ: أي، ولم تكن لزيادة في م فحذفناها.
[72441]:من ظ و م، وفي الأصل: صدقهم.
[72442]:من ظ و م، وفي الأصل: صدقهم.
[72443]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[72444]:سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[72445]:في الأصول: يوون-كذا.
[72446]:من ظ و م، وفي الأصل: اعتنق.
[72447]:من ظ و م، وفي الأصل:الاعتناق.