قوله : { إِلاَّ الذين آمَنُواْ } : يجوز أن يكون متصلاً ، وأن يكون منقطعاً ، هذا إذا كانت الجملة من قوله : «لَهُمْ أجْرٌ » : مستأنفة أو حالية ، أمَّا إذا كان الموصول مبتدأ والجملة خبره ، فالاستثناء ليس من قبيل استثناء المفردات ، ويكون من قسم المنقطعِ ، أي : لكن الذين آمنوا لهم كيت وكيت .
وتقدم معنى الممنُون في : «حم » السجدة ، وأنَّ معناه : غير منقوص ولا مقطوع ، يقال : مننت الحبل : إذا قطعته .
وسأل نافع بن الأزرق ابن عباس - رضي الله عنهما - عن قوله : { لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } فقال : غير مقطوع ، فقال : هل تعرف ذلك العرب ؟ قال : نعم ، قد عرفه أخو يشكر ؛ حيث يقول : [ الخفيف ]
5152- فَتَرَى خَلفَهُنَّ مِنْ سُرْعَةِ الرَّجْ *** عِ مَنِيناً كأنَّهُ أهْبَاءُ{[59736]}
قال المبرد : المنين : الغبار ؛ لأنه يقطعه وراءها ، وكل ضعيف مَنِين ومَمْنُون .
وقال بعضهم : ليس هنا استثناء ، وإنما هو بمعنى الواو ، كأنه قال : والذين آمنوا .
وقد مضى القول فيه في سورة البقرة ، والله تعالى أعلم .
روى الثعلبي عن أبيٍّ - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَرَأ سُورَة { إِذَا السمآء انشقت } أعاذهُ اللهُ - تَعَالَى- أن يُعْطيهُ كِتابهُ وَراءَ ظَهْرهِ »{[1]} وحسبنا الله ونعم الوكيل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.