فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونِۭ} (25)

{ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } الاستثناء منقطع لأن الموصول مبتدأ ، والجملة خبره والاستثناء من قبيل المفردات أي لكن الذين جمعوا بين الإيمان بالله والعمل الصالح { لهم أجر } عند الله { غير ممنون } أي غير مقطوع ولا منقوص ، يقال مننت الحبل إذا قطعته ، قال المبرد : المنين الغبار لأنه يقطعه وراءه وكل ضعيف منين وممنون ، وقيل المعنى أنه لا يمن عليهم به وقيل متصل وليس بذلك لأن الضمير راجع إلى الذين كفروا ، والذين كفروا قد وضع موضع المظهر للإشعار بأنهم لا يؤمنون ولا يسجدون عند قراءة القرآن عليهم لأنهم كافرون مكذبون .

قال أبو السعود استئناف مقرر لما أفاده الاستثناء من انتقاء العذاب عنهم ومبين لكيفيته ومقارنته الثواب العظيم .