المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{لَّا تَسۡمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةٗ} (11)

11 - لا تسمع فيها كلمات لا معنى لها ولا فائدة منها ،

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{لَّا تَسۡمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةٗ} (11)

{ في جنة عالية . لا تسمع فيها لاغية } لغو وباطل ، قرأ أهل مكة والبصرة : { لا يسمع } بالياء وضمها ، { لاغية } رفع . وقرأ نافع بالتاء وضمها ، { لاغية } رفع ، وقرأ الآخرون بالتاء وفتحها { لاغيةً } بالنصب ، على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{لَّا تَسۡمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةٗ} (11)

اللاغية : مصدر بمعنى اللّغو مثل الكاذبة للكذب . والخائنة والعافية ، أي لا يسمع فيها لغو ، أو هو وصف لموصوف مقدر التأنيث ، أي كلمة لاغية لما دل عليه { لاغيةٌ } من أنها كلمات ، ووصف الكلمة بذلك مجاز عقلي لأن اللاغي صاحبها .

ونفي سماع { لاغيةٌ } مكنى به عن انتفاء اللغو في الجنة من باب :

ولا ترى الضب بها ينْجَحِر

أي لا ضَبّ بها إذ الضب لا يخلو من الإِنجِحَار .

واللغو : الكلام الذي لا فائدة له ، وهذا تنبيه على أن الجنة دار جد وحقيقة فلا كلام فيها إلا لفائدة لأن النفوس فيها تخلصت من النقائص كلها فلا يلذّ لها إلا الحقائق والسمو العقلي والخُلُقي ، ولا ينطقون إلا ما يزيد النفوس تزكية .

وجملة : { لا تسمع فيها لاغية } صفة ثانية ل { جنة } [ الغاشية : 10 ] تُرك عطفها على الصفة التي قبلها لأن النعوت المتعددة يجوز أن تعطف ويجوز أن تفصل دون عطف قال في « التسهيل » : « ويجوز عطف بعض النعوت على بعض وقال المرادي في « شرحه » نحو قوله تعالى : { الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى } [ الأعلى : 2 4 ] . وقال : ولا يعطف إلا بالواو ما لم يكن ترتيب : فبالفاء كقوله :

يا لهفَ زَيَّابَةَ للحارب ال *** صابِح فالغانم فالآيب

قال السهيلي : والعطف ب ( ثم ) جوازه بعيد . اه . قال الدماميني : وكذا في الجمل نحو مررت برجل يحفظ القرآن ويعرف الفقه ويتقي إلى الله ، قال : ونص الواحدي في قوله تعالى : { لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم } [ آل عمران : 118 ] . أن لا يألونكم وما بعده من الجمل ( أي الثلاث ) لا يكون صفات ، لعدم العاطف لكن ظاهر سكوت الجمهور عن وجوب العطف يشعر بجوازه فيها ( أي الجمل ) كالمفردات اه .

ابتدىء في تعداد صفات الجنة بصفتها الذاتية وهو كونها عالية ، وثُني بصفة تنزيهها عمّا يعدّ من نقائص مجامع الناس ومساكن الجماعات وهو الغوغاء واللغو ، وقد جردت هذه الجملة من أن تعطف على { عالية } [ الغاشية : 10 ] مراعاة لعدم التناسب بين المفردات والجمل وذلك حقيق بعدم العطف لأنه أشد من كمال الانقطاع في عطف الجمل .

وهذا وصف للجنة بحسن سكانها .

وقرأ نافع { لا تسُمع } بمثناة فوقية مضمومة و { لاغيةُ } نائب فاعل ، وقرأه ابن كثير وأبو عمرو ورويس عن يعقوب بمثناة تحتية مضمومة وبرفع { لاغيةٌ } أيضاً فأُجري الفعل على التذكير لأن { لاغيةٌ } ليس حقيقي التأنيث وحسَّنه وقوع الفصل بين الفعل وبين المسند إليه ، وقرأه ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وروْح عن يعقوب بفتح المثناة الفوقية وبنصب { لاغيةٌ } ، والتاء لخطاب غير المعين .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{لَّا تَسۡمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةٗ} (11)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

لا يسمع بعضهم من بعض غيبة ، ولا كذبا ، ولا شتما ...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله: "لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً" يقول: لا تسمع هذه الوجوه - المعنى: لأهلها فيها في الجنة العالية - لاغية. يعني باللاغية: كلمة لغو، واللَّغو: الباطل، فقيل للكلمة التي هي لغو لاغية...

عن ابن عباس، قوله: "لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً" يقول: لا تسمع أذًى ولا باطلا..

عن مجاهد، قوله: "لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً" قال: شتمًا.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

ونزع الغل عن صدورهم ، فارتفعت دواعي السفه كلها ، فلا يسمع فيها ما يحق أن يلغى به . ...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

و " اللغو " سقط القول ، فذلك يجمع الفحش وسائر الكلام السفساف الناقص ، وليس في الجنة نقصان ولا عيب فعل ولا قول ، والحمد لله ولي النعمة . ...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

إن الجنة منزهة عن اللغو لأنها منزل جيران الله تعالى وإنما نالوها بالجد والحق لا باللغو والباطل ، وهكذا كل مجلس في الدنيا شريف مكرم فإنه يكون مبرأ عن اللغو، وكل ما كان أبلغ في هذا كان أكثر جلالة ، هذا ما قرره القفال ...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ويطلق هذا التعبير جوا من السكون والهدوء والسلام والاطمئنان والود والرضى والنجاء والسمر بين الأحباء والأوداء، والتنزه والارتفاع عن كل كلمة لاغية ، لا خير فيها ولا عافية . . وهذه وحدها نعيم ...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

ابتدئ في تعداد صفات الجنة بصفتها الذاتية وهو كونها عالية ، وثُني بصفة تنزيهها عمّا يعدّ من نقائص مجامع الناس ومساكن الجماعات وهو الغوغاء واللغو ، وقد جردت هذه الجملة من أن تعطف على { عالية } مراعاة لعدم التناسب بين المفردات والجمل وذلك حقيق بعدم العطف لأنه أشد من كمال الانقطاع في عطف الجمل . وهذا وصف للجنة بحسن سكانها .

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

فليس هناك ثمّة : جدال ، كلام نفاق ، عداوة ، حقد ، حسد ، كذب ، تهمة ، افتراء ، غيبة ولا أيّ إيذاء ، بل ولا حتى الكلام الفارغ . فهل يوجد مكان أهدأ وأجمل من ذلك ؟ ! ولو تأملنا حقيقة مشاكلنا فيما بيننا ، لرأينا أنّ الغالب منها ما كان ناشئاً عن سماع هكذا أحاديث ، والتي تؤدي إلى عدم الاستقرار النفسي ، وإلى تهديم أركان الترابط الاجتماعي فينهار النظام وتشتعل نيران الفتن لتأكل الأخضر واليابس معاً...