الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{لَّا تَسۡمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةٗ} (11)

قوله : { لاَّ تَسْمَعُ } : قرأ ابن كثير وأبو عمروٍ بالياءن تحتُ مضمومةً على ما لم يُسَمَّ فاعلُه ، " لاغِيةٌ " رفعاً لقيامِه مقامَ الفاعلِ . وقرأ نافع كذلك ، إلاَّ أنَّه بالتاء مِنْ فوقُ ، والتذكيرُ والتأنيثُ واضحان ؛ لأنَّ التأنيثَ مجازيٌّ . وقرأ الباقون بفتح التاءِ مِنْ فوقُ ونصبِ " لاغيةً " ، فيجوزُ أَنْ تكونَ التاءُ للخطابِ ، أي : لا تَسْمع أنت ، وأنْ تكونَ للتأنيثِ ، أي : لا تسمعُ الوجوهُ . وقرأ المفضل والجحدريُّ " لا يَسْمَعُ " بياء الغَيْبة مفتوحةً ، " لاغيةً " نصباً ، أي : لا يَسْمَعُ فيها أحدٌ .

ولاغِيَة يجوزُ أَنْ تكونَ صفةً ل كلمةٍ على معنى النسبِ ، أي : ذات لغوٍ أو على إسنادِ اللَّغْوِ إليها مجازاً ، وأَنْ تكونَ صفةً لجماعة ، أي : جماعة لاغية ، وأَنْ تكونَ مصدراً كالعافِية والعاقِبة كقولِه : { لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً } [ الواقعة : 25 ] .