السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَّا تَسۡمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةٗ} (11)

والصفة الثانية : قوله تعالى : { لا يسمع فيها لاغية } قرأ بالتاء الفوقية نافع مضمومة لاغية بالرفع ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالياء التحتية مضمومة لاغية بالرفع لقيامها مقام الفاعل ، والباقون بالتاء الفوقية مفتوحة لاغية بالنصب فيجوز أن تكون التاء للخطاب ، أي : لا تسمع أنت وأن تكون للتأنيث ، أي : لا تسمع الوجوه واللغو . وقال ابن عباس : الكذب والبهتان والكفر بالله تعالى . وقال قتادة : لا با طل ولا إثم . وقال الحسن : هو الشتم . وقال الفراء : الحلف الكاذب ، والأولى كما قيل : لا يسمع في كلامهم كلمة ذات لغو ، وإنما يتكلمون بالحكمة وحمد الله تعالى على ما رزقهم من النعيم الدائم وهذا أحسن الأقوال قاله القفال . وقال الكلبي : لا يسمع في الجنة حالف بيمين لا برّة ولا فاجرة .