فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لَّا تَسۡمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةٗ} (11)

{ لا تسمع فيها لاغية } قرأ الجمهور بفتح الفوقية ونصب لاغية أي لا تسمع أنت أيها المخاطب أو لا تسمع تلك الوجوه وقرئ بضم التحتية مبنيا للمفعول ورفع لاغية ، وقرئ بالفوقية مضمومة ورفع لاغية وقرئ بفتح التحتية مبنيا للفاعل ونصب لاغية . واللغو الكلام الساقط .

قال الفراء والأخفش : أي لا تسمع فيها كلمة لغو قيل المراد بذلك الكذب والبهتان والكفر ، قاله قتادة وقال مجاهد أي الشتم ، وقال الفراء لا تسمع فيها حالفا يحلف بكذب ، قال الكلبي لا تسمع في الجنة حالفا بيمين برة ولا فاجرة ، وقال الفراء أيضا لا تسمع في كلام أهل الجنة كلمة تلغى لأنهم لا يتكلمون إلا بالحكمة وحمد الله تعالى على ما رزقهم من النعيم الدائم ، وهذا أرجح الأقوال لأن النكرة في سياق النفي من صيغ العموم ولا وجه لتخصيص هذا بنوع من اللغو خاص إلا بمخصص يصلح للتخصيص .

ولاغية إما صفة موصوف محذوف أي كلمة لاغية أو جماعية لاغية أو نفس لاغية أو مصدر أي لا تسمع فيها لغوا قال ابن عباس لا تسمع أذى ولا باطلا .