قوله : { لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً } .
قرأ ابن كثيرٍ وأبو عمرو{[59989]} : بالياء من تحت مضمومة ؛ على ما لم يسم فاعله ، «لاغية » رفعاً لقيامه الفاعل .
وقرأ نافع كذلك إلا أنه بالتاء من فوق{[59990]} ، والتذكير والتأنيث واضحان ؛ لأن التأنيث مجازي .
وقرأ الباقون : بفتح التاء من فوق ، ونصب : «لاغية » ، فيجوز أن تكون التاء للخطاب ، أي : لا تسمع أنت ، وأن تكون للتأنيث ، أي : لا تسمع الوجوه .
وقرأ الفضلُ والجحدري{[59991]} : «لا يَسْمَعُ » بياء الغيبة مفتوحة «لاغيةً » نصباً ، أي : لا يسمع فيها أحد .
و«لاغية » يجوز أن تكون صفة لكلمة على معنى : النسب ، أي : ذات لغو ، أو على إسناد اللغو إليها مجازاً ، وأن تكون صفة لجماعة : أي : جماعة لاغية ، وأن تكون مصدراً ، كالعافية والعاقبة ، كقوله : { لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً } [ الواقعة : 25 ] ، واللَّغْوُ : اللَّغَا واللاغية بمعنى واحد ؛ قال الشاعر : [ الرجز ]
5185- *** عَنِ اللَّغَا ورفَثِ التَّكلُّمِ***{[59992]}
قال الفراء والأخفش : أي : لا تسمع فيها كلمة لغوٍ .
أحدها : كذباً وبهتاناً وكفراً بالله عز وجل ، قاله ابن عباس{[59993]} .
الثاني : لا باطل ولا إثم ، قاله قتادة{[59994]} .
الثالث : أنه الشتم ، قاله مجاهد{[59995]} .
الرابع : المعصية ، قاله الحسن{[59996]} .
الخامس : لا يسمع فيها حالف يحلف بكذب ، قاله الفراء .
وقال الكلبي : لا يسمع في الجنة حالف بيمين برّة ولا فاجرة{[59997]} .
السادس : لا يسمع في كرمهم كلمة لغوٍ ؛ لأن أهل الجنَّة لا يتكلمون إلا بالحكمة ، وحمد الله على ما رزقهم من النعيم الدائم . قاله الفراء ، وهو أحسن الأقوال ، قاله القفال والزجاج .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.