معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَٱصۡطَنَعۡتُكَ لِنَفۡسِي} (41)

قوله تعالى{ واصطنعتك لنفسي } أي اخترتك واصطفيتك لوحيي ورسالتي يعني : لتتصرف على إرادتي ومحبتي وذلك أن قيامه بأداء الرسالة تصرف على إرادة الله ومحبته . قال الزجاج : اخترتك لأمري وجعلتك القائم بحجتي والمخاطب بيني وبين خلقي ، كأني الذي أقمت بك عليهم الحجة وخاطبتهم .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱصۡطَنَعۡتُكَ لِنَفۡسِي} (41)

وقوله : { وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي } أي : اصطفيتك واجتبيتك رَسُولا لنفسي ، أي : كما أريد وأشاء .

وقال البخاري عند تفسيرها : حدثنا الصَّلْتُ بن محمد ، حدثنا مهديّ بن ميمون ، حدثنا محمد ابن سِيرين عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " التقى آدم وموسى ، فقال موسى : أنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة ؟ فقال آدم : وأنت الذي اصطفاك الله برسالته واصطفاك لنفسه ، وأنزل عليك التوراة ؟ قال : نعم . قال : فوجدتَه قد كتب عَليّ قبل أن يخلقني ؟ قال : نعم . فحَجّ آدم موسى " أخرجاه{[19366]} .


[19366]:صحيح البخاري برقم (4736).
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَٱصۡطَنَعۡتُكَ لِنَفۡسِي} (41)

من هنا ختم الامتنان بما هو الفذلكة ، وذلك جملة { واصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي } الذي هو بمنزلة ردّ العجز على الصدر على قوله { ولتصنع على عيني إذ تمشي أختك } الآية ، وهو تخلص بديع إلى الغرض المقصود وهو الخطاب بأعمال الرسالة المبتدأ من قوله : { وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى } [ طه : 13 ] ومن قوله : { اذهب إلى فرعون إنّه طغى } [ طه : 24 ] .

والاصطناع : صنع الشيء باعتناء . واللام للأجْل ، أي لأجْل نفسي . والكلام تمثيل لِهيئة الاصطفاء لتبليغ الشريعة بهيئة من يصطنع شيئاً لفائدة نفسه فيصرف فيه غاية إتقان صنعه .