فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱصۡطَنَعۡتُكَ لِنَفۡسِي} (41)

{ واصطنعتك لنفسي } بالرسالة والاصطناع اتخاذ الصنعة وهو الخير تسديه إلى إنسان ، والمعنى اصطنعتك لوحيي ورسالتي لتنصرف على إرادتي ، قال الزجاج : تأويله اخترتك لإقامة حجتي وجعلتك بيني وبين خلقي وصرت بالتبليغ عني بالمنزلة التي أكون أنا بها لو خاطبتهم واحتجبت عليهم ، قيل وهو تمثيل لما خوله الله سبحانه من الكرامة العظمى بتقريب الملك لبعض خواصه وهذه هي المنة الثامنة .

قال أبو السعود : وفي قوله يا موسى تشريف له عليه السلام وتنبيه على انتهاء الحكاية التي هي تفصيل المرة الأخرى التي وقعت قبل المرة المحكية أولا وقوله { اصطنعتك لنفسي } تذكير لقوله : { وأنا اخترتك } وتمهيد لإرساله إلى فرعون مؤيدا بأخيه انتهى .