المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{أَن كَانَ ذَا مَالٖ وَبَنِينَ} (14)

14 - لأنه كان صاحب مال وبنين . كذَّبَ بآياتنا وأعرض عنها . إذا يتلى عليه القرآن قال : هذا قصص الأولين وخرافاتهم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَن كَانَ ذَا مَالٖ وَبَنِينَ} (14)

{ أن كان ذا مال وبنين } قرأ أبو جعفر ، وابن عامر ، وحمزة ، وأبو بكر ، ويعقوب : " أن " الاستفهام . ثم حمزة وأبو بكر يخففان الهمزتين بلا مد ، ويمد الهمزة الأولى أبو جعفر وابن عامر ويعقوب ، ويلينون الثانية . وقرأ الآخرون بلا استفهام على الخبر ، فمن قرأ بالاستفهام فمعناه : لأن كان ذا مال وبنين ؟

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَن كَانَ ذَا مَالٖ وَبَنِينَ} (14)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{أن كان} يعني إذا كان {ذا مال وبنين}...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

اختلفت القرّاء في قراءة قوله: "أنْ كانَ"؛ فقرأ ذلك أبو جعفر المدنيّ وحمزة: «أأنْ كانَ ذَا مالٍ» بالاستفهام بهمزتين، وتتوجه قراءة من قرأ ذلك كذلك إلى وجهين:

أحدهما أن يكون مرادا به تقريع هذا الحلاّف المهين، فقيل: ألأن كان هذا الحلاف المهين ذا مال وبنين، إذَا تُتْلَى عَلَيْه آياتُنا قالَ أساطيرُ الأوّلين وهذا أظهر وجهيه. والآخر أن يكون مرادا به: ألأن كان ذا مال وبنين تطيعه، على وجه التوبيخ لمن أطاعه.

وقرأ ذلك بعد سائر قرّاء المدينة والكوفة والبصرة:"أنْ كانَ ذا مال" على وجه الخبر، بغير استفهام بهمزة واحدة، ومعناه إذا قُرئ كذلك: ولا تطع كلّ حلاف مهين، أن كان ذا مال وبنين، كأنه نهاه أن يطيعه من أجل أنه ذو مال وبنين...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

يخبر أن من يتبعه يتبعه لكثرة أمواله وبنيه؛ وذلك أن كثرة المال للإنسان من أحد ما يستدعي قلوب الخلق على تعظيمه، فذكر ما فيه من العيوب والمساوئ، لئلا يستميل قلوب الضعفة إلى نفسه بماله، فيقول: كيف يتبعونه، وهو بهذا الوصف الذي وصفه الله تعالى...

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي 468 هـ :

{أن كان} لأن كان {ذا مال وبنين} يكذب بالقرآن، وهو قوله: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين} والمعنى أيجعل مجازاة نعمة الله عليه بالمال والبنين الكفر بآياتنا...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{أَن كَانَ ذَا مَالٍ} متعلق بقوله: {وَلاَ تُطِعْ} يعني ولا تطعه مع هذه المثالب، لأن كان ذا مال. أي: ليساره وحظه من الدنيا. ويجوز أن يتعلق بما بعده على معنى: لكونه متمولاً مستظهراً بالبنين، كذب آياتنا...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان حطام هذه الدنيا كله عرضاً فانياً وظلاً متقلصاً زائلاً، لا يفتخر به بل ولا يلتفت إليه إلا من كان بهذه الأوصاف، فإذا كان أكبر همه ومبلغ علمه أثمر له الترفع على الحقوق والتكبر على العباد قال: {أن} أي لأجل أن {كان} هذا الموصوف {ذا مال} أي مذكور بالكثرة {وبنين} أنعمنا عليه بهما فصار يطاع لأجلهما، فكان بحيث يجب عليه شكرنا بسببهما...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ثم يعقب على هذه الصفات الذاتيه بموقفه من آيات الله، مع التشنيع بهذا الموقف الذي يجزي به نعمة الله عليه بالمال والبنين: (أن كان ذا مال وبنين إذا تتلى عليه آياتنا قال: أساطير الأولين).. وما أقبح ما يجزي إنسان نعمة الله عليه بالمال والبنين؛ استهزاء بآياته، وسخرية من رسوله، واعتداء على دينه.. وهذه وحدها تعدل كل ما مر من وصف ذميم.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

ويحذّر سبحانه في الآية اللاحقة من الاستجابة لهم والتعامل معهم بسبب كثرة أموالهم وأولادهم: بقوله: (أن كان ذا مال وبنين). وممّا لا شكّ فيه أنّ الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن ليستسلم لهؤلاء أبداً، وهذه الآيات ما هي إلاّ تأكيد على هذا المعنى، كي يكون خطّه الرسالي وطريقته العملية واضحة للجميع، ولن تنفع جميع الإغراءات الماديّة في عدوله عن مهمّته الرسالية. وبناءً على هذا فإنّ الجملة أعلاه تأتي تكملة للآية الكريمة: (ولا تطع كلّ حلاّف مهين). إلاّ أنّ البعض اعتبر ذلك بياناً وعلّة لظهور هذه الصفات السلبية، حيث الغرور الناشئ من الثروة وكثرة الأولاد جرّهم ودفعهم إلى مثل هذه الرذائل الأخلاقية. ولهذا يمكن ملاحظة هذه الصفات في الكثير من الأغنياء والمقتدرين غير المؤمنين. إلاّ أنّ لحن الآيات يتناسب مع التّفسير الأوّل أكثر، ولهذا اختاره أغلب المفسّرين...