فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَن كَانَ ذَا مَالٖ وَبَنِينَ} (14)

{ أن كان ذا مال وبنين } متعلق بقوله تعالى : { ولا تطع } أي لا تطع من هذه مثالبه ، لأن كان متمولا مستظهرا بالبنين ، قاله الفراء والزجاج ، وقيل متعلق بما دل عليه جملة { إذا تتلى } من معنى الجحود والتكذيب ، لا يقال الذي هو جواب الشرط ، لأن ما بعد الشرط لا يعمل فيما قبله ، كأنه قيل لكونه مستظهرا بالمال والبنين ، كذب بآياتنا ، وفيه أنه يدل على أن مدار تكذيبه كونه ذا مال وبنين ، من غير أن يكون لسائر قبائحه دخل في ذلك .

قرئ أن كان بهمزة واحدة على الخبر ، وقرئ بهمزة واحدة ممدودة على الاستفهام ؛ والمراد به التوبيخ والتقريع ، حيث جعل مجازاة النعم التي خوّله الله من المال والبنين أن كفر به وبرسوله ، وقرئ بهمزتين مخففتين ، وقرأ نافع في رواية عنه بكسر الهمزة على الشرط ، وجوابه مقدر ، أي إن كان كذا يكفر ويجحد ، دل عليه ما بعده .