المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{لَّا تَسۡمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةٗ} (11)

11 - لا تسمع فيها كلمات لا معنى لها ولا فائدة منها ،

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{لَّا تَسۡمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةٗ} (11)

{ في جنة عالية . لا تسمع فيها لاغية } لغو وباطل ، قرأ أهل مكة والبصرة : { لا يسمع } بالياء وضمها ، { لاغية } رفع . وقرأ نافع بالتاء وضمها ، { لاغية } رفع ، وقرأ الآخرون بالتاء وفتحها { لاغيةً } بالنصب ، على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لَّا تَسۡمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةٗ} (11)

( لا تسمع فيها لاغية ) . . ويطلق هذا التعبير جوا من السكون والهدوء والسلام والاطمئنان والود والرضى والنجاء والسمر بين الأحباء والأوداء ، والتنزه والارتفاع عن كل كلمة لاغية ، لا خير فيها ولا عافية . . وهذه وحدها نعيم . وهذه وحدها سعادة . سعادة تتبين حين يستحضر الحس هذه الحياة الدنيا ، وما فيها من لغو وجدل وصراع وزحام ولجاج وخصام وقرقعة وفرقعة . وضجة وصخب ، وهرج ومرج . ثم يستسلم بعد ذلك لتصور الهدوء الآمن والسلام الساكن والود الرضي والظل الندي في العبارة الموحية : ( لا تسمع فيها لاغية )وألفاظها ذاتها تنسم الروح والندى وتنزلق في نعومة ويسر ، وفي إيقاع موسيقي ندي رخي ! وتوحي هذه اللمسة بأن حياة المؤمنين في الأرض وهم ينأون عن الجدل واللغو ، هي طرف من حياة الجنة ، يتهيأون بها لذلك النعيم الكريم .

وهكذا يقدم الله من صفة الجنة هذا المعنى الرفيع الكريم الوضيء . ثم تجيء المناعم التي تشبع الحس والحواس . تجيء في الصورة التي يملك البشر تصورها . وهي في الجنة مكيفة وفق ما ترتقي إليه نفوس أهل الجنة . مما لا يعرفه إلا من يذوقه !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{لَّا تَسۡمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةٗ} (11)

{ لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً } أي : لا يسمع في الجنة التي هم فيها كلمة لغو . كما قال : { لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلا سَلامًا } [ مريم : 62 ] وقال : { لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ } [ الطور : 23 ] وقال : { لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا إِلا قِيلا سَلامًا سَلامًا } [ الواقعة : 25 ، 26 ]

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{لَّا تَسۡمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةٗ} (11)

وقوله : لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً يقول : لا تسمع هذه الوجوه ، المعنى لأهلها ، فيها في الجنة العالية لاغية . يعني باللاغية : كلمة لغو . واللّغو : الباطل ، فقيل للكلمة التي هي لغو لاغية ، كما قيل لصاحب الدرع : دارع ، ولصاحب الفرس : فارس ، ولقائل الشعر شاعر وكما قال الحُطيئة :

أغَرَرْتَنِي وَزَعَمْتَ أنّ *** كَ لابِنٌ بالصّيْفِ تامِرْ

يعني : صاحب لبن ، وصاحب تمر . وزعم بعض الكوفيين أن معنى ذلك : لا تسمع فيها حالفة على الكذب ، ولذلك قيل لاغية ولهذا الذي قاله مذهب ووجه ، لولا أن أهل التأويل من الصحابة والتابعين على خلافه ، وغير جائز لأحد خلافهم فيما كانوا عليه مجمعين . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً يقول : لا تسمع أذًى ولا باطلاً .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً قال : شتما .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً : لا تسمع فيها باطلاً ، ولا شاتما .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن مَعْمَر ، عن قتادة ، مثله .

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء الكوفة وبعض قرّاء المدينة وهو أبو جعفر لا تسْمَعُ بفتح التاء ، بمعنى : لا تسمع الوجوهُ . وقرأ ذلك ابن كثير ونافع وأبو عمرو : «لا تُسْمَعُ » بضم التاء ، بمعنى ما لم يسمّ فاعله ، ويؤنّث تسمع ، لتأنيث لاغية . وقرأ ابن محيصن بالضم أيضا ، غير أنه كان يقرؤها بالياء ، على وجه التذكير .

والصواب من القول في ذلك عندي ، أن كلّ ذلك قراءات معروفات صحيحات المعاني ، فبأيّ ذلك قرأ القارىء فمصيب .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لَّا تَسۡمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةٗ} (11)

وقرأ نافع وحده وابن كثير وأبو عمرو بخلاف عنهما والأعرج وأهل مكة والمدينة «لا تسمع فيها لاغية » أي ذات لغو ، فهي على النسب ، وفسره بعضهم على معنى لا تسمع فيها فئة أو جماعة لاغية ناطقة بسوء . قال أبو عبيدة : { لاغية } ؛ مصدر كالعاقبة والخائنة ، وقرأ الجحدري «لا تُسمع » بضم التاء ، «لاغيةً » بالنصب ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو : «لا يُسمع » بالياء من تحت مضمومة «لاغيةٌ » بالرفع ، وهي قراءة ابن محيصن وعيسى والجحدري أيضاً . إلا أنه قرأ : [ لاغية ] بالنصب ، على معنى : لا يسمع أحد كلمة لاغية ، من قولك : أسمعت زيدا ، وقرأ الباقون ، ونافع –في رواية خارجة- والحسن ، وأبو رجاء ، وأبو جعفر ، وقتادة وابن سيرين ، وأبو عمرو –بخلاف عنه- : ( لا تسمع ) بفتح التاء [ لاغية ] بالنصب ، والمعنى إما على الكلمة وإما على الفئة ، والفاعل ب [ تسمع ] إما الوجوه ، وإما محمد صلى الله عليه وسلم –قاله الحسن- وإما أنت أيها المخاطب عموما . و " اللغو " سقط القول ، فذلك يجمع الفحش وسائر الكلام السفساف{[11775]} الناقص ، وليس في الجنة نقصان ولا عيب فعل ولا قول ، والحمد لله ولي النعمة .


[11775]:أي: الحقير الرديء من كب قول أو فعل.