المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ} (31)

31 - أنكر الإنسان البعث فلا صدَّق بالرسول والقرآن ، ولا أدَّى لله فرائض الصلوات ، ولكن كذَّب القرآن ، فأعرض عن الإيمان ، ثم ذهب إلى أهله يمد ظهره متبختراً .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ} (31)

{ فلا صدق ولا صلى } يعني : أبا جهل ، لم يصدق بالقرآن ولا صلى لله .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ} (31)

{ فَلَا صَدَّقَ } أي : لا آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره { وَلَا صَلَّى }

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ} (31)

وفي مواجهة المشهد المكروب الملهوف الجاد الواقع يعرض مشهد اللاهين المكذبين ، الذين لا يستعدون بعمل ولا طاعة ، بل يقدمون المعصية والتولي ، في عبث ولهو ، وفي اختيال بالمعصية والتولي :

( فلا صدق ولا صلى ، ولكن كذب وتولى ، ثم ذهب إلى أهله يتمطى ) ! . .

وقد ورد أن هذه الآيات تعني شخصا معينا بالذات ، قيل هو أبو جهل " عمرو بن هشام " . . وكان يجيء أحيانا إلى رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] يسمع منه القرآن . ثم يذهب عنه ، فلا يؤمن ولا يطيع ، ولا يتأدب ولا يخشى ؛ ويؤذي رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] بالقول ، ويصد عن سبيل الله . . ثم يذهب مختالا بما يفعل ، فخورا بما ارتكب من الشر ، كأنما فعل شيئا يذكر . .

والتعبير القرآني يتهكم به ، ويسخر منه ، ويثير السخرية كذلك ، وهو يصور حركة اختياله بأنه( يتمطى ! )يمط في ظهره ويتعاجب تعاجبا ثقيلا كريها !

وكم من أبي جهل في تاريخ الدعوة إلى الله ، يسمع ويعرض ، ويتفنن في الصد عن سبيل الله ، والأذى للدعاة ، ويمكر مكر السيئ ، ويتولى وهو فخور بما أوقع من الشر والسوء ، وبما أفسد في الأرض ، وبما صد عن سبيل الله ، وبما مكر لدينه وعقيدته وكاد !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ} (31)

وقوله : { فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى } هذا إخبار عن الكافر الذي كان في الدار الدنيا مكذبا للحق بقلبه ، متوليا عن العمل بقالبه ، فلا خير فيه باطنا ولا ظاهرا ، ولهذا قال : { فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى }

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ} (31)

فلا صدق ما يجب تصديقه أو فلا صدق ماله أي فلا زكاة ولا صلى ما فرض عليه والضمير فيهما للإنسان المذكور في أيحسب الإنسان .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ} (31)

قال جمهور المتأولين : هذه الآية كلها إنما نزلت في أبي جهل بن هشام .

قال القاضي أبو محمد : ثم كادت هذه الآية أن تصرح له في قوله تعالى : { يتمطى } فإنها كانت مشية بني مخزوم ، وكان أبو جهل يكثر منها ، وقوله تعالى : { فلا صدق ولا صلى } تقديره فلم يصدق ولم يصل ، وهذا نحو قول الشاعر [ طرفة بن العبد ] : [ الطويل ]

فأي خميس فإنا لا نهابه*** وأسيافنا يقطرن من كبشه دما{[11486]}

وقول الآخر [ أبي خيراش الهذلي ] : [ الرجز ]

إن تغفر اللهم تغفر جمّا*** وأي عبد لك لا ألمَّا{[11487]}

{ فلا } في الآية عاطفة ، و { صدق } معناه برسالة الله ودينه ، وذهب قوم إلى أنه من الصدقة ، والأول أصوب .


[11486]:الخميس: الجيش الكبير، سمي بذلك لأنه يتكون من خمسة أقسام: المقدمة، والوسط والميمنة والميسرة والساقة، والإباء: الامتناع ، وكبش القوم سيدهم وحاميهم والمنظور إليه فيهم، وكبش الكتيبة: قائدها، والاستفهام هنا للنفي أو للأنكار، يقول: كيف نخاف جيشا لم يمتنع علينا وسيوفنا تقطر دما من قائده وحاميه؟ والشاهد أن "لا أبانا" بمعنى: لم يأبنا ولم يمتنع علينا، ومثله قول زهير: وكان طوى كشحا على مستكنة فلا هو أبداها ولم يتقدم أي: لم يبدها ولم يتقدم.
[11487]:هذان البيتان من الرجز من الشعر المختلف في نسبته، فقد نسبهما ابن بري لأمية بن أبي الصلت، ولم أجدهما في ديوانه، ونسبهما مسلم بن أي طرفة الهذلي لأبي خراش الهذلي مع بيتين غيرهما، وفي اللسان نسبهما مرة إلى أمية ومرة أخرى إلى أبي خراش، والجم: الكثير المجتمع، و "ألم" من الإلمام وهو مقاربة الذنب دون الوقوع فيه، أو ارتكاب الذنوب الصغيرة، والشاهد هنا أن "لا" بمعنى"لم" والمعنى: وأي عبد لك لم يرتكب الذنوب الصغيرة؟ لكنهم قالوا: إن "لا" بهذا المعنى تكون أفصح إذا كررت، وقلما تتكلم العرب بمثل هذا إلا وكررت "لا" مرتين، كقوله تعالى: "فلا صدق ولا صلى"، أي: لم يصدق ولم يصل.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ} (31)

تفريع على قوله : { يسأل أيان يوم القيامة } [ القيامة : 6 ] .

فالضمير عائد إلى الإِنسان في قوله : { أيحسب الإِنسان أن لن نجمع عظامه } [ القيامة : 3 ] أي لجهله البعث لم يستعد له .