معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ذُو ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡمَجِيدُ} (15)

{ ذو العرش المجيد } قرأ حمزة والكسائي : { المجيد } بالجر ، على صفة العرش أي السرير العظيم . وقيل : أراد حسنه فوصفه بالمجد كما وصفه بالكرم ، فقال : { رب العرش الكريم }( المؤمنون- 116 ) ، ومعناه الكمال ، والعرش : أحسن الأشياء وأكملها ، وقرأ الآخرون بالرفع على صفة ذو العرش .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ذُو ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡمَجِيدُ} (15)

{ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ } أي : صاحب العرش العظيم ، الذي من عظمته ، أنه وسع السماوات والأرض والكرسي ، فهي بالنسبة إلى العرش كحلقة ملقاة في فلاة ، بالنسبة لسائر الأرض ، وخص الله العرش بالذكر ، لعظمته ، ولأنه أخص المخلوقات بالقرب منه تعالى ، وهذا على قراءة الجر ، يكون { المجيد } نعتا للعرش ، وأما على قراءة الرفع ، فإن المجيد نعت{[1402]} لله ، والمجد سعة الأوصاف وعظمتها .


[1402]:في ب: فإنه يكون نعتًا لله.
   
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ذُو ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡمَجِيدُ} (15)

وقوله : ذُو الْعَرْشِ المَجِيدُ يقول تعالى ذكره : ذو العرش الكريم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : ذُو العَرْشِ المَجِيدُ يقول : الكريم .

واختلفت القرّاء في قراءة قوله : المَجِيدُ فقرأته عامة قرّاء المدينة ومكة والبصرة وبعض الكوفيين رفعا ، ردّا على قوله : ذُو الْعَرْشِ على أنه من صفة الله تعالى ذكره . وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة خفضا ، على أنه من صفة العرش .

والصواب من القول في ذلك عندنا : أنهما قراءتان معروفتان ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{ذُو ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡمَجِيدُ} (15)

ذو العرش خالفه وقيل المراد ب العرش الملك وقرىء ذي العرش صفة ل ربك المجيد العظيم في ذاته وصفاته فإنه واجب الوجود تام القدرة والحكمة وجره حمزة والكسائي صفة ل ربك أو ل العرش ومجده علوه وعظمته .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ذُو ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡمَجِيدُ} (15)

وخصص { العرش } بإضافة نفسه إليه تشريفاً ، وتنبيهاً على أنه أعظم المخلوقات ، وقرأ حمزة والكسائي والمفضل عن عاصم والحسن وابن وثاب والأعمش وعمرو بن عبيد : «المجيد » بخفض الدال صفة للعرش ، وهذا على أن المجد والتمجيد قد يوصف به كثير من الجمادات ، وقد قالوا مجدت الدابة إذا سمنت ، وأمجدتها إذا أحسنت علفها ، وقالوا : في كل شجر نار ، واستمجد المرخ والعفار{[11729]} : كثرت نارهما ، وقرأ الباقون والجمهور : «ذو العرش » ، وروى ابن عباس : «ذي العرش » نعتاً لقوله { إن بطش ربك } .


[11729]:المرخ: شجر من العضاه من الفصيلة العشارية ينفرش ويطول في السماء، ليس له ورق ولا شوك، سريع الوري يقتدح به، والعفار: شجيرة من الفصيلة الأريكية لها ثمر لبي أحمر، ويتخذ منه الزناد، فيسرع الوري. وهذا مثل من أمثال العرب، والمعنى أنهما استكثرا من النار، كأنهما أخذا من النار ما هو حسبهما فصلحا للاقتداح بهما، وقيل: لأنهما يسرعان الوري فشبها بمن يكثر من العطاء طلبا للمجد.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ذُو ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡمَجِيدُ} (15)

و { العرش } : اسم لعالَم يحيط بجميع السماوات ، سمي عرشاً لأنه دال على عظمة الله تعالى كما يدل العَرش على أن صاحبه من الملوك .

و { المجيد } : العظيم القويُّ في نوعه ، ومن أمثالهم : « في كل شجر نارٌ ، واستَمْجَد المرْخُ والعَفَار » وهما شجران يكثر قدح النار من زندهما .

وقرأه الجمهور بالرفع على أنه خبر رابع عن ضمير الجلالة . وقرأه حمزة والكسائي وخَلف بالجر نعتاً للعرش فوصف العرش بالمجد كناية عن مجد صاحب العرش .