تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ذُو ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡمَجِيدُ} (15)

الآية 15 : وقوله تعالى : { ذو العرش المجيد } فمنهم من جعل المجيد نعتا للعرش ، ومنهم من جعله نعتا لله تعالى ؛ فمن جعله [ نعتا ]{[23427]} للعرش ، فهو مستقيم ، لأنه وصفه في مكان آخر بالكريم بقوله : { لا إله إلا هو رب العرش الكريم } [ المؤمنون : 116 ] والمجيد يقرب معناه لمعنى الكريم [ لأن الكريم ]{[23428]} هو الذي عظم قدره وشرفه ، والمجيد كذلك هو الشريف المعظم ، وعظم قدر العرش في قلوب الخلق ، وعلا ، حتى زعم بعض الناس أنه مكان الرب تعالى .

والكريم في الشاهد ، هو الذي يطمع عنده وجود ما يرجى ، ويؤمل ، ويؤمن منه ما يتقى ويحذر ، وسمى الله تعالى النبات كريما بقوله : { فأنبتنا فيها من كل زوج كريم } [ لقمان : 10 ] لما فيه من عظم المنافع للخلق .


[23427]:من م، ساقطة من الأصل.
[23428]:من م، ساقطة من الأصل.