اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ذُو ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡمَجِيدُ} (15)

قوله : { ذُو العرش المجيد } قرأ الكوفيون إلاَّ عاصماً : «المجيد » بالجر .

فقيل : نعت للعرش .

وقيل : ل «ربك » في قوله : { إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ } ، قاله مكيٌّ . وقيل : لا يجوز أن يكون نعتاً للعرش ؛ لأنه من صفات الله تعالى .

وقرأ الباقون{[59784]} : بالرفع ، على أنه خبر بعد خبر .

وقيل : هو نعت ل «ذو » ، واستدلَّ بعضهم على تعدد الخبر بهذه الآية ، ومن منع قال : لأنها في معنى واحد ، أي : جامع بين هذه الأوصاف الشريفة ، أو كل منها خبر لمبتدأ مضمر .

والمجيد : هو النهاية في الكرم والفضل ، والله - تبارك وتعالى - هو المنعوت بذلك ، وإن كان قد وصف عرشه بالكريم في آخر المؤمنين .

ومعنى «ذو العرش » أي : ذو الملك والسلطان ، كما يقال : فلان على سرير ملكه وإن لم يكن على سرير ، ويقال : بلي عرشه ، أي : ذهب سلطانه .


[59784]:ينظر: السبعة 678، والحجة 6/393، وإعراب القراءات 2/457، وحجة القراءات 757.