معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَٱجۡعَل لِّي وَزِيرٗا مِّنۡ أَهۡلِي} (29)

قوله تعالى : { واجعل لي وزيراً } معيناً وظهيراً . { من أهلي } والوزير : من يوازرك ويعينك ويتحمل عنك بعض ثقل عملك .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱجۡعَل لِّي وَزِيرٗا مِّنۡ أَهۡلِي} (29)

{ وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي } أي : معينا يعاونني ، ويؤازرني ، ويساعدني على من أرسلت إليهم ، وسأل أن يكون من أهله ، لأنه من باب البر ، وأحق ببر الإنسان قرابته ،

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَٱجۡعَل لِّي وَزِيرٗا مِّنۡ أَهۡلِي} (29)

وقوله - سبحانه - : { واجعل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشدد بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ في أَمْرِي } دعاء آخر تضرع به إلى ربه فى أمر خارجى عنه ، بعد أن دعاه فى أمر يتعلق بصدره ولسانه .

وقوله : { وَزِيراً } من الموازرة وهى المعاونة . يقال : وازرت فلانا موازرة ، إذا أعنته على أمره ، أو من الوزر - بفتح الواو والزاى - وهو الملجأ الذى يعتصم به الإنسان لينجو من الهلاك .

أى : وأسالك - يا إلهى - أن تجعل لى " وزيرا " أى : معينا وظهيرا من أهلى فى إبلاغ رسالتك ، وهذا الوزير المعين هو أخى هارون ، الذى أسألك أن تقوى به ظهرى ، وأن تجعله شريكا لى فى تبليغ رسالتك ، حتى نؤديها على الوجه الأكمل ، وكأن موسى - عليه السلام - قد علم من نفسه حدة الطبع ، وسرعة الانفعال ، فالتجأ إلى ربه لكى يعينه بأخيه هارون ، ليقويه ويتشاور معه فى الأمر الجليل الذى هو مقدم عليه ، وهو تبليغ رسالة الله إلى فرعون الذى طغى وبغى وقال لقومه أنا ربكم الأعلى .

قال ابن عباس : نبىء هارون ساعتئذ حين بنىء موسى .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَٱجۡعَل لِّي وَزِيرٗا مِّنۡ أَهۡلِي} (29)

وقد دعا ربه في أول الأمر دعاء شاملا بشرح الصدر وتيسير الأمر . ثم أخذ يحدد ويفصل بعض ما يعينه على أمره وييسر له تمامه .

وطلب أن يعينه الله بمعين من أهله .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱجۡعَل لِّي وَزِيرٗا مِّنۡ أَهۡلِي} (29)

وقوله : { وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي } : وهذا أيضًا سؤال من موسى في أمر خارجي عنه ، وهو مساعدة أخيه هارون له .

قال الثوري ، عن أبي سعيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أنه قال : فَنُبّئ هارون ساعتئذ حين نبئ موسى ، عليهما السلام .

وقال ابن أبي حاتم : ذكر عن ابن نُمَير ، حدثنا أبو أسامة ، عن هشام بن عروة{[19261]} عن أبيه ، عن عائشة أنها خرجت فيما كانت تعتمر ، فنزلت ببعض الأعراب ، فسمعت رجلا يقول : أيّ أخ كان في الدنيا{[19262]} أنفع لأخيه ؟ قالوا : ما ندري . قال : والله أنا أدري{[19263]} قالت : فقلت في نفسي : في حلفه لا يستثنى ، إنه ليعلم أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه . قال : موسى حين سأل لأخيه النبوة . فقلت : صدق والله . قلت : وفي{[19264]} هذا قال الله تعالى في الثناء على موسى ، عليه السلام : { وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا } [ الأحزاب : 69 ] .


[19261]:في أ: "هشام بن عون".
[19262]:في ف، أ: "في الدنيا كان".
[19263]:في ف، أ: "وتذكيرا".
[19264]:في أ: "ومن".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَٱجۡعَل لِّي وَزِيرٗا مِّنۡ أَهۡلِي} (29)

{ واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي } يعينني على ما كلفتني به ، واشتقاق الوزير إما من الوزر لأنه يحمل الثقل عن أميره ، أو من الوزر وهو الملجأ لأن الأمير يعتصم برأيه ويلتجئ إليه في أموره ، ومنه الموازرة وقيل أصله أزير من الأزر بمعنى القوة ، فعيل بمعنى مفاعل كالعشير والجليس قلبت همزته واوا كقلبها في موازر . ومفعولا اجعل وزيرا ، { وهارون } قدم ثانيهما للعناية به و { لي } صلة أو حال أو { لي وزيرا } و { هرون } عطف بيان للوزير ، أو { وزيرا من أهلي } و لي تبيين كقوله { ولم يكن له كفوا أحد } . و { أخي } على الوجوه بدل من { هرون } أو مبتدأ خبره .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱجۡعَل لِّي وَزِيرٗا مِّنۡ أَهۡلِي} (29)

و «الوزير » المعين القائم بوزر الأمور وهو ثقلها ويحتمل الكلام أن طلب الوزير من أهله على الجملة .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَٱجۡعَل لِّي وَزِيرٗا مِّنۡ أَهۡلِي} (29)

الوزير : فعيل بمعنى فاعل ، من وَزار على غير قياس ، مثل حكيم من أحكم ، وهو مشتق من الأزْر ، وهو المعونة ، والمؤازرة كذلك ، والكل مشتق من الأزر ، أي الظهر ، كما سيأتي قريباً ، فحقه أن يكون أزيراً بالهمزة إلا أنّهم قلبوا همزته واواً حملاً على موازر الذي هو بمعناه الذي قلبت همزته واواً لانضمام ما قبلها . فلما كثر في الكلام قولهم : موازر ويوازر بالواو نطقوا بنظيره في المعنى بالواو بدون موجب للقلب إلاّ الحمل على النظير في النطق ، أي اعتياد النطق بهمزته واواً ، أي اجعَل معيناً من أهلي .

وخصّ هارون لفرط ثقته به ولأنه كان فصيح اللسان مقوالاً ، فكونه من أهله مظنة النصح له ، وكونه أخاه أقوى في المناصحة ، وكونه الأخ الخاصّ لأنه معلوم عنده بأصالة الرأي .

وجملة { اشْدُدْ به أَزْرِي } على قراءة الجمهور بصيغة الأمر في فعلي { اشدد } ، وأشرك بيان لجملة { اجْعَل لي وَزِيراً } . سأل الله أن يجعله معيناً له في أعماله ، وسأله أن يأذن له بأن يكون شريكاً لموسى في أمره ، أي أمر رسالته .

وقرأ ابن عامر بصيغة المتكلم بفتح الهمزة المقطوعة في « اشدُد » وبضم همزة « أشركه » ، فالفعلان إذن مجزومان في جواب الدعاء كما جزم { يفقهوا قولي .