السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱجۡعَل لِّي وَزِيرٗا مِّنۡ أَهۡلِي} (29)

ولما رأى موسى عليه السلام أنّ التعاون على الدين والتظاهر عليه مع مخالصة الودّ وزوال التهمة قربة عظيمة في الدعاء إلى الله تعالى طلب المعاونة على ذلك بقوله : { واجعل لي وزيراً } أي : معيناً على الرسالة ولذلك قال عيسى بن مريم عليه السلام : { من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله } [ آل عمران ، 52 ] وقال محمد صلى الله عليه وسلم : «إنّ لي في السماء وزيرين وفي الأرض وزيرين فاللذان في السماء جبريل وميكائيل واللذان في الأرض أبو بكر وعمر » وقال صلى الله عليه وسلم : «إذا أراد الله تعالى بملك خيراً قيض له وزيراً صالحاً إن نسي ذكره وإن نوى خيراً أعانه وإن أراد شرّاً كفه » وقال أنوشروان : لا يستغني أجود السيوف عن الصقل ولا أكرم الدواب عن السوط ولا أعلم الملوك عن الوزير . ولما كان التعاون على الدين منقبة عظيمة أراد أن لا تحصل هذه الدرجة إلا لأهله فقال : { من أهلي } أي : أقاربي .